افتتاحُ معرض {صُنِعَ في العراق}

اقتصادية 2019/03/03
...

بغداد/ فرح الخفاف 
 
انطلقت أمس الأحد، فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي الرابع "صنع في العراق" بمشاركة فاعلة وقويَّة من جميع شركات وزارة الصناعة والمعادن.
ولاقى هذا المعرض استحسان العديد من المواطنين، بالإضافة الى المؤسسات الحكوميَّة المهتمة، وسط دعوات مختصين لتشجيع الاستثمار والإسهام بتنشيط جميع مفاصل القطاع الصناعي، لما يمتلكه العراق من ثروات عديدة تدخل في الصناعات الوطنية.

وعلى هامش افتتاح المعرض قال وزير الصناعة والمعادن صالح الجبوري إنَّ "الهدف من إقامة هذا المعرض هو التعريف بالمنتج المحلي العراقي، بحضور سفراء الدول وإقامة شراكات مع كبار الشركات العالمية".
وأضاف أنَّ "الصناعة العراقيَّة بحاجة اليوم الى دعم حكومي وبرلماني لإعادتها الى منافسة المنتج الأجنبي".
 
منطلقٌ لصناعات كبرى
رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار د.سامي الأعرجي قال إنَّ "بوابة الاستثمار في العراق تسمحُ بتنشيط الاستثمار في القطاع الصناعي، وإنَّ الواقع الصناعي في العراق يحتاجُ الى تنشيط مفاصله الإنتاجيَّة في الصناعة التي تمثل أهم محاوره، لا سيما أنَّ العراق غني بثرواته التي يمكن لها أنْ تكون منطلقاً لصناعات كبرى تغذي الأسواق المحليَّة والدوليَّة".
وبيَّن الاعرجي أنَّ "العراق يملك فرصاً كبرى تنهض بالإنتاج الصناعي التي تنقل الاقتصاد الوطني الى مرحلة أفضل وتجعله من الاقتصادات المنتجة إقليمياً".
جودة المنتج المحلي
من جهة أخرى، أكد مدير عام الشركة العامة للمعارض والخدمات التجاريَّة العراقيَّة هاشم محمد حاتم في بيان اطلعت عليه "الصباح"، أنَّ هذا المعرض الذي سيستمر على مدى خمسة أيام يعدُّ ظاهرة اقتصاديَّة، الهدف منها عرض منتجات وإمكانيات شركات القطاع العام الصناعيَّة، لإعادة ثقة مؤسسات الدولة والمواطنين بجودة المنتج المحلي ومواصفاته العالية، في الوقت الذي تبذل فيه هذه الشركات جهودها للمساهمة الفاعلة في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب، وتنفيذ مشاريع جديدة لخدمة جميع قطاعات الدولة، فضلاً عن تلبية حاجة مؤسسات الدولة والوزارات من منتجاتها الخدميَّة.
وأشار حاتم الى أنَّ "الاستعدادات للمعرض كانت وفق أفضل أساليب ووسائل العرض، إذ شهد المعرض مشاركة واسعة جداً من قبل شركات وزارة الصناعة وفي جميع القطاعات، لعرض منتجاتها وطرح منتجات جديدة أخرى، وحسب متطلبات واحتياجات مؤسسات الدولة، ولمواكبة التطور التكنولوجي في المجال الصناعي".
ودعا مدير عام الشركة جميع المعنيين بالشأن الصناعي والمختصين الى زيارة المعرض للاطلاع على إنجازات وزارة الصناعة والمعادن وجودة منتجاتها وخدماتها المختلفة خدمة للصالح العام وتشجيعاً للمنتج الوطني.
 
تطور قطاع المال
المستشار الإعلامي لشركة "كي" غازي الكناني بيَّن أنَّ "الصناعة المحلية تمثل محوراً مهماً لتحقيق النهوض الاقتصادي الذي يطلع البلد تحقيقه مستفيداً من حجم الثروات الطبيعيَّة والبشرية المتوفرة في البلد".
ونبه الى أنَّ "تطور قطاع المال في جميع مفاصله، لا سيما في ميدان المدفوعات، يشجع على تطوير القطاعات الإنتاجية ومنها الصناعي الذي يمثل محوراً مهماً في بلد يتوسط العالم ويمكن أنْ يكون منطلقاً للصناعة والتجارة العالميتين، وهذا الأمر تدركه كبريات الشركات العالمية واليوم تتطلع للحصول على فرص عمل كبيرة داخل البلاد، وهذا بحد ذاته يمثل منعطفاً إيجابياً لتطوير الصناعة المحلية وجعل العراق نمراً ثامناً على مستوى المعمورة".
خطط ترويجية للمنتج
المختص بالشأن الاقتصادي رغد نبيل الآلوسي أكدت أنَّ "واقع الصناعة المحلية بحاجة الى وقفة حقيقيَّة لإعادته الى الحياة، وهنا نقفُ أمام تحديات كثيرة أهمها إقناع المستهلك أو المستفيد بالتوجه صوب الصناعة الوطنيَّة التي تصنع وفق المواصفات العالميَّة، لا سيما أنَّ الصناعات المحلية لم تكن متوقفة بالإجمال بل توجد شركات تمارس نشاطها التصنيعي وان كان على نطاق ضيق ولكن بالتالي موجود في الأسواق، ولكن يعاني عدم وجود تسويق لما ينتج محلياً".
ولفتت الى أنَّ "المواطن في ذاكرته يحتفظ بخلفية إيجابيَّة عن الصناعة المحلية التي كانت ترفد الأسواق المحلية خلال فترات ماضية، واليوم لا يوجد ما يجعل المواطن يعرف أنَّ هناك إنتاجاً محلياً، وهنا لا بدَّ أنْ يتم تبني خطط ترويجيَّة للمنتج المحلي، وهذا أمٌر مهمٌ وتوليه الشركات العالمية اهتماماً كبيراً من أجل الوصول لأكبر شريحة داخل السوق التي تعمل ضمنها".