بغداد/ الصباح
اكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ان الامتداد المجتمعي العراقي الأردني أعمقُ من أن تحدَّه حدودٌ أو تفرقَ بينه رسومُ الخارطةِ، بينما افاد بأن المنطقة تعيشُ على وقعِ أزماتٍ عميقةٍ وتوتراتٍ متواصلةٍ، ومخاطرَ عديدةٍ.
الانسجام والتواصل
وقال الحلبوسي في كلمته خلال المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي المقام في الاردن، وتسلمت "الصباح"، نسخة منها، إنَّه "لمنْ دواعي السرورِ أن يلتئمَ الشملُ العربيُ في ديارِ وضيافةِ الهاشميينَ الأصلاءِ الأوصياءِ الشرعيينَ على المقدساتِ الإسلاميةِ في القدسِ الشريفِ، والأشقاءِ الذين ما برِحوا يسعونَ مخلصينَ لدعمِ لقاءِ البيتِ العربي في كلِ مناسبةٍ وحادثةٍ، وإِني إذْ اقدمُ الشكرَ على كرمِ الضيافةِ العربيةِ الأصيلةِ فإنما أفعلُ كمن يَمدحُ نفسَهُ، فالامتدادُ المجتمعيُّ العراقيُّ الأردنيُّ أعمقُ من أن تحدَّه حدودٌ أو تفرقَ بينه رسومُ الخارطةِ، فهذا الانسجامُ والتواصلُ يحظى بحبِّ وتمسكِ الشعبين الشقيقين العراقي والأردني".واضاف "كما لا يفوتني أنْ اتقدمَ بالشكرِ والامتنانِ لجميعِ اخواني وأخواتي رؤساءِ المجالسِ والوفودِ الذين أصرُّوا على تحقيقِ اللقاءِ بهذا الشكلِ الذي يَنسجمُ وحجم التحدياتِ والظروفِ المحيطةِ بنا بشكلٍ عام وبقضيةِ الأقصى وفلسطينَ على وجهِ الخصوص" .
أزمات عميقة
وتابع الحلبوسي، "تعيشُ منطقتُنا على وقعِ أزماتٍ عميقةٍ وتوتراتٍ متواصلةٍ، ومخاطرَ عديدةٍ، تقتضي تجنبَ كلِّ ما من شأنِهِ تغديةُ وترسيخُ مشاعرِ الإحباطِ التي تؤدي بالنتيجةِ إلى التطرفِ والإرهابِ، والمساسِ باستقرارِ المنطقةِ، وإضعافِ الأملِ في التوصلِ إلى وضعٍ مقبولٍ لدى دولِ المنطقةِ وشعوبِها، ولكننا للأسفِ وفي ظلِّ كلِّ ما يجري فإننا ما زلنا نمضي في سياقِ هذه التطوراتِ المعقَّدةِ والاضطراباتِ المتعدِّدةِ التي يعيشُها الشرقُ الأوسطُ، حيث تظلُّ القضيةُ المصيريةُ والجوهريةُ للأمةِ في وضعٍ مغلقٍ، تُراوحُ حالاتِها منذُ عقودٍ في ذاتِ المشاكلِ دون إيجادِ حلٍّ حقيقيٍّ لشعبٍ وَاصَلَ التحدي من أجلِ حقِّهِ المشروعِ في إقامةِ دولتِهِ المستقلةِ وعاصمتِها القدسِ
الشريف}.
الممارسات الارهابية
وذكر رئيس مجلس النواب العراقي "ما زالَ الكيانُ الإسرائيليُّ الغاصب يُصرُّ على نهجِ سياسةِ تكريسِ الأمرِ الواقعِ، خارقًا بذلك الشرعيةَ الدَّوليةَ، ومتجاهلًا لكلِّ التزاماتِهِ الموثَّقةِ، ومنتهكًا كلَّ مبادئِ حقوقِ الإنسانِ والقانونِ الإنساني الدَّولي، على نطاقٍ واسعٍ، من خلالِ الممارساتِ الإرهابيةِ التي أدمنَ عليها وصارتْ سياقًا في أدائِهِ اليومي تجاه أبناءِ شعبِنا الفلسطيني" .وافاد في كلمته "لسنا بصددِ عرضِ العواطفِ والآلامِ والمشاعرِ الشخصيةِ حينما نرى مشاهدَ العنفِ الإسرائيلي الهمجي ضدَّ أبناءِ شعبِنا الفلسطيني، في الوقتِ الذي يَجبُ علينا أن نخطوَ خطواتٍ جديدةً مع خلالِ وضعِ مشروعٍ عربيٍّ موحَّدٍ يَبدأُ بتشريعٍ يُمثِّلُ إرادةَ الشعوبِ العربيةِ ويَنتقلُ إلى خارطةِ طريقٍ للحكوماتِ والدولِ العربيةِ والإسلاميةِ؛ لأنَّنا حين نُوحِّدُ صفَّنا في قضيةِ القدسِ من الناحيةِ الستراتيجيةِ سنَضطرُّ الآخرَ للتفكيرِ بالاستجابةِ بقدرٍ ما، فلا يمكنُه أبدًا أن يَتنصَّلَ من مواجهةِ إرادةِ الشعوبِ مجتمعةً بخصوصِ القدس، اذا يجب اتخاذ الاجراءات والتدابير المالية والسياسية العاجلة والفعالة وتفعيل الصناديق المالية التي انشئت من اجل حماية القدس في وجه الاخطار التي تتعرض لها مقدساتنا والتصدي لسياسات التطهير العرقي".
حق تاريخي
ولفت الى أنَّ "حقَّ الشعبِ الفلسطيني في إقامةِ دولتِهِ المستقلةِ وعاصمتِها القدسِ على كاملِ أراضيه هو حقٌّ تاريخيٌّ لا محيدَ عنه، إذ يجبُ علينا، اليومَ أكثرَ من ذي قبلٍ، اتخاذُ مواقفَ واضحةٍ وحازمةٍ، تَندرجُ ضمنَ ستراتيجيةٍ مشتركةٍ وفعَّالةٍ، لضمانِ هذا الحق ودعمِ خطواتِهِ العمليةِ، ومن منطلقِ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقِنا، كرؤساءَ للمجالسِ النيابيةِ وممثلينَ لشعوبِنا فإننا ملزمون بعدمِ ادخارِ أيِّ جهدٍ لمواصلةِ مساعينا لوضعِ حدٍّ لسياساتِ الكيانِ الإسرائيلي الغاصب، الهادفةِ إلى طمسِ هُوِيَّةِ القدسِ فضلًا عن مواجهةِ كلِّ الإجراءاتِ المنحازةِ التي تَتخذُ من هذا الطـرفِ لترسـيخِ هذا الوضعِ المرفوضِ". واوضـح انـه "انـطـلاقًا من كلِّ ما سبقَ فإننا نُؤكدُ أنَّ الموقفَ العـراقيَّ إزاءَ قضيةِ القدسِ هو موقفٌ واحدٌ من الشعبِ والحكومةِ والبرلمانِ، فلدى العراقيين رؤيتُهم الثابتـةُ لهذه القضيةِ المصيريةِ والتاريخية وان موقفنا ثابت ولن يتغير في اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف" .
لجنة الصداقة
الى ذلك، افاد بيان اخر صادر من مكتبه، ان "رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، التقى رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي. وجرت خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وجهود تفعيل لجان الصداقة، والعمل البرلماني المشترك، والتأكيد على جهود تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، بحسب البيان.