اعمار مرقد وضريح الشيخ فتحي في الموصل

ريبورتاج 2021/10/14
...

 شروق ماهر 
 
مرقد الشيخ فتحي والمعروف بهذا الاسم في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، هو من ابرز واقدم المراقد والاضرحة التاريخية الأثرية في الموصل، فقد بني في عام 220هـ/835م، بعد وفاة الشيخ أبي محمد الفتح بن سعيد الكاري الموصلي، ويقع بجانبه مبنى جامع فتحي الموصلي الذي أسس حديثاً في عام 2001م، وتبلغ مساحة المرقد الاجمالية مع الجامع حوالي 1000م2، ويقع في منتصف مدينة الموصل بالجانب الغربي منها ويطل على نهر دجلة، ويتكون المرقد من غرفة منخفضة تضم رفات الشيخ فتحي وتعلوها قبة مضلعة أثرية، ويعتقد بعض المؤرخين أن عدداً من أقسام المرقد بنيت وشيدت في عهد الدولة الأتابكية بدليل المحاريب القديمة وكذلك الأعمدة ذات الطراز الأثري القديم، أما المصلى فيتكون من أعمدة مزدوجة رباعية الأبدان لها تيجان مكعبة مشغولة بزخارف، والمحراب الرخامي مسطح ويتضمن نقوشاً مع كتابة آيات قرآنية بخط عربي قديم.
وقال استاذ التاريخ في جامعة الموصل د. علي حسين هادي في تصريح لـ "الصباح" ان "عودة بناء واعمار الضريح والمرقد التاريخي الاثري (الشيخ فتحي) مجددا بعد جهود ودعم من قبل الفرق الهندسية في أوقاف نينوى، وفريق من كلية الآثار والتراث للحفاظ على معالم هذا الضريح والمرقد التاريخي، والذي يقصده سكان الموصل وتحديدا سكان المدينة القديمة والمحور الغربي من الموصل، والذي اعتاد على أن يزوره السائحون من العاصمة بغداد والمحافظات العراقية والدول المجاورة لاقامة النذور والدعاء وجمع التبرعات التي ساعدت على عودة هذا المقام والضريح الديني الاثري والتاريخي بعد أن دمرته عصابات داعش
الارهابية".
 
تدمير
واضاف الدكتور ابو بكر كنعان مدير اوقاف نينوى ان "تهديم الجامع والمرقد تم في شهر حزيران من عام 2014، اذ قام مسلحو داعش بهدم مرقد فتحي الموصلي مع المسجد المجاور له، وذلك في حملة منظمة شنتها العصابات لهدم وتفجير المراقد والأضرحة التاريخية في مدينة الموصل، وحينها خيم الحزن والبكاء على اهالي مدينة الموصل التي فقدت ابرز معلم تاريخي تراثي يقصده الموصليون لتقديم النذور او الدعاء والطلب من خلاله للباري عز وجل".
 
موقع الضريح
يقع ضريح ومرقد الشيخ  فتحي في المنطقة المسماة باسمه وهي منطقة معروفة بالموصل ومجاورة لمحلة اليهود التي تسمى اليوم بمحلة الاحمدية ومحلة الشيخ فتحي، تضم مقبرة كبيرة غير مسيجة ومتنزها عاما يقع في جهتها الغربية، وكذلك من معالمها علوتان، الاولى للفواكه والاخرى للخضار.
مقابر الشيخ فتحي كانت كبيرة وتقع ما بين مرقد الشيخ وسور الموصل، وقد ازيلت هذه المقابر وتحولت الى منطقة سكنية تقع اليوم خلف ما يعرف بـ (سوق البورصة) في باب سنجار، اذ ان هذه المناطق قد تم بناؤها - كما يقول الاستاذ عبد الله محمد خضر في كتابه (الموصل في القرن العشرين) - في عقد السبعينيات من القرن الماضي.
وايضا من معالم المنطقة كان هناك حمام معروف يسمى حمام الشيخ فتحي قرب جامع الشيخ فتحي.
اعود لأتحدث عن مرقد الشيخ فتحي فأقول انه من المعالم الاسلامية المهمة، اذ بني في سنة 220 هجرية -835 ميلادية أي في القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي، والمرقد أو المقام بني بعد وفاة الشيخ ابي محمد الفتح بن سعيد الهكاري الموصلي، والى جانب المرقد بني جامع يسمى جامع الشيخ فتحي.
 
حرمان وعودة
تقول الحاجة ام حسين والتي التقت بمراسلة "الصباح"، داخل الضريح وهي في عقد الستينيات من عمرها بانها اقسمت أن تزور المرقد والضريح في اول يوم يفتتح مبنى المقام والضريح لتعيد الحياة والذكرى من ابنائها الخمسة وبناتها الذين حضروا من قضاء تلكيف شمال الموصل وصولا الى المقام والضريح.
وتضيف ام حسين: كنت دائما احضر مع اولادي وبناتي للدعاء الى الرب بان يرزقني ذرية حسنة واتوجه بالنذور وذبح الاضاحي وتوزيع الصدقات من داخل هذا المرقد والضريح الذي يقصده كل من ليس لديه طفل، او من لديه مرض او يحاول من خلال هذا الضريح التبرع للاسر الفقيرة التي تقطن وتسكن بجوار هذا المرقد.
بينما تجدد الحاجة صبرية املها باعادة الحياة الى مدينتها بعد افتتاح ابواب الضريح، واستئناف الزيارة له مجددا بعد غلق ابواب هذا الضريح والابتعاد عن اعماره لاكثر من خمس سنوات، وسكان الموصل يطالبون باعماره وافتتاح ابوابه لاعادة زيارة السكان اليه، اذ يشهد الان المقام والضريح زيارة اكثر من (100) اسرة اغلبهم من المحافظات العراقية والدول القريبة.