اضطراب الشخصية

اسرة ومجتمع 2021/10/16
...

قاسم موزان 
من دون ادنى ريب ان الذات البشرية عالم صعب التكهن بمكنوناتها المكبوتة ولا تحد آفاقها مديات معينة من المشاعر والاحاسيس والاحلام والشكوى والفراغات التي لم يستطع الشخص ملأها في حياته لظروفه الخاصة او تجليات محيطه المأزوم جراء مشكلات فرضت اشتراطاتها العنيفة احيانا على واقعه ما سبب له الاضطرابات والانكسارات النفسية العميقة ومنها اضطراب الشخصية الحدية، لكن ليس بالمعنى الخاطئ الذي اشار اليه الباحثون بانه سلسلة او موجات من الغضب المبالغ فيه او السعي لايذاء النفس من اجل استقطاب الانظار اليه ليكون تحت دائرة الضوء، كما يعتقد الشخص بل هو اضطراب في الصحة العقلية، كالخوف والوحدة وعدم الاستقرار النفسي ، الا ان المختص في التحليل النفسي الاميركي ادولف شتيرن اشار في تقريره في العام 1938 الى ان مجموعة من مرضاه تعاني من شكل خفيف من الفصام فتصور انها على الحد الفـاصل بين 
العصاب والذهان، ومن هنا نشأ اصطلاح اضطراب الشخصية الحدية التي تتميز بعدم استقرار في منظومة المشاعر وتباطؤ واضح في العودة الى الحالة الطبيعية بعد أن تنتاب الشخص حالة الغضب وتكون اطول من الانسان العادي او لا يستطيع السيطرة على مشاعره وعلاقاته المشككة بنوايا الاخرين ويمر بحالة اكتئاب شديد ما يرهق اسرته في كيفية التصرف معه بحنكة، ويعتقد البعض ان المرض شأن من خيار الشخص لذلك يعمدون الى اهماله وعدم الانتباه اليه لانه راغب به، والحقيقة غير صحيحة فيجب أن يتعامل المجتمع مع هذا الشخص المضطرب بمزيد من الحكمة والصبر بغية دمجه في محيطه مرة اخرى ولو بشكل تدريجي في توفير فرص ممكنة التحقيق، ومنها الاهتمام به وازالة الترسبات والشكوك منه، ولعل الكثير يعتقد أن المصاب لاعلاج له لكن الجلسات النفسية مع الدواء تأتي بنتائج مهمة وان طالت فترتها وان 
المرض لا يقتصرعلى سن معينة، فهو يصيب جميع الاعمار ومن الجنسين، ويساء فهم اضطراب الشخصية الحدية على نحو مثير للقلق من قبل 
اسرته على ان هناك خللا في التربية او في ان المرض وراثي لكن من المفيد أن نعلم أن المصاب يحتاج الى صبر وترو للعلاج لكن ذلك سيثمر عن نتائج 
ناجعة خصوصا وان جهودا حثيثة من البحوث 
العلمية تسعى الى الحد من المرض والتشافي من اعراضه.