قضايا المرأة في الكتب والروايات العالميَّة

ثقافة 2021/10/19
...

 عدوية الهلالي
 
كثيرة هي الكتب التي تتناول قضايا المرأة موضوعا لها، وهنالك أسماء عديدة لكاتبات خضن في هذا المجال وقدمن كتبا حققت صدى كبيرا لدعم المرأة وطرح قضاياها بطرق مختلفة.. ومن أهم الكتب الصادرة في هذا المجال رواية (فوكس) للكاتبة كريستينا دالشر، والتي تناولت قصة جان ماكميلان الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الاعصاب والتي أمضت حياتها في مختبر أبحاث بعيدا عن الحركات الاحتجاجية التي أشعلت النار في بلدها.. وحتى لو أرادت ذلك، فمن المستحيل أن تعبر عن نفسها مثل جميع النساء فهي محكوم عليها بالصمت القسري بعد أن قررت الحكومة الجديدة والمكونة من جماعة أصولية إسقاط شخصية المرأة العصرية إذ لايحق لها يوميا سوى نطق مئة كلمة، ومع ذلك، وعندما تتم مهاجمة شقيق الرئيس، يتم استدعاء جان لإنقاذه، وتكون مكافأتها على ذلك تحريرها هي وابنتها من قيد الصمت والسماح لهما بزيادة حصتهما من الكلمات، لكن ماستكتشفه خلال وجودها بينهم ربما سيجعلها عاجزة عن الكلام بشكل دائم.
أما الكتاب الثاني فيحمل عنوان (هيرلاند) للكاتبة شارلوت جيلمان ويتناول قصة ثلاثة اميركيين مفتونين بالاساطير المحلية يكتشفون بلدا صغيرا غامضا يقع على جبل عالٍ، ومايثير دهشتهم هو ان النساء تسكنه فقط، وهم أول رجال سيزورون (هيرلاند) منذ مايقرب من ألفي عام.. وهذه الرواية هي اليوتوبيا النسوية الأفضل على الإطلاق، وقد نشرت في عام 1915 من قبل عالمة الاجتماع شارلوت بيركنز جيلمان وحققت نجاحا كبيرا في وقتها قبل أن يتم نسيانها لعدة عقود، ثم يعاد اكتشافها من قبل الجيل النسائي في الستينيات، ولم تتم ترجمتها الى الفرنسية حتى عام 2016.
الرواية الثالثة هي رواية (أنا، أنا، أنا) للكاتبة ماجي اوفاريل وتتوالى احداثها عبر استكشاف سبعة عشر جزءا من أجزاء الجسم، فهنالك العنق الذي كاد أن يخنقه مغتصب في اسكتلندا، وتلك الرئتان اللتان توقفتا عن العمل لبضع لحظات في المياه الجليدية، والسيقان التي كسرها سائق أرعن، والبطن التي أصيب بكدمات جراء الولادة.. بهذه الطريقة تخبرنا المؤلفة عن لحظات الإشراف على الموت والعديد من لحظات النجاة من خلال تجاربها المؤلمة في عالم الأنوثة والأمومة وحب الأبناء وحتى العنف.. إنها مواضيع عالمية يجد القارئ نفسه غارقا فيها بفضل كلمات الكاتبة الملتهبة بالحماس والقادرة بعد كل كبوة على ضخ قوة حيوية مثيرة للاعجاب تطلق صرخة تدعو لمواصلة الحياة..
وفي الكتاب الرابع (الجحافل الخفية) للكاتبة لويز ماي تطرح الكاتبة قضية التحرش التي تتعرض لها آلاف النساء على شبكات التواصل الاجتماعي وفي قطار الانفاق إذ يتحرش الرجال بهن او يهددونهن بالاغتصاب او الموت مع استمرار الافلات التام من العقاب، وذلك من خلال شكاوى تتقدم بها ثلاث فتيات الى فرقة الجرائم الجنسية، إذ يواجه أفرادها مشكلة تعقب أفراد ليست لديهم علامة مميزة ولا يتركون أثرًا بهدف القبض عليهم..أما الرواية الرابعة (المرأة الغامضة) للكاتبة بيتي فريدمان الصادرة في عام 1963 في الولايات المتحدة فقد كان صدورها بمثابة قنبلة؛ لأن الكاتبة طرحت فيها متاعب ربة البيت في اميركا وكيف تغرق في الإحباط الفكري والثقافي والجنسي وتدفن معاناتها غالبا في الكحول والعقاقير المخدرة فهي تنجب بصمت لتسلم أطفالها الى نظام أبوي قمعي فاسد وتقضي حياتها تعيسة في مجتمع لايشعر بها، وهو الأمر الذي يتكرر بعد خمسين عاما على الرغم من تطور العصر فالمعاناة النسوية لم تنتهِ وكذلك نضال المرأة..
وتقدم الرواية الخامسة (شكرا، لايجب فعل ذلك) للكاتبة لورا دومينج وجبة فكاهية عن الحياة النسوية اليومية والمساواة بين الجنسين. أما الرواية السادسة (الاكتشاف) فتتناول القضايا النسوية بنسبة 99 بالمئة، في الوقت الذي تتحدث فيه عن الاسكان والاجور الضئيلة والانظمة الصحية السيئة وكارثة المناخ ورفض المهاجرين وعنف الشرطة، لأن كل تلك الامور تؤثر على حياة الغالبية العظمى من النساء حول العالم، وهكذا تتزايد الإضرابات النسائية في الارجنتين وبولندا والولايات المتحدة لتؤكد على ان المطالب النسوية لاتنفصل عن مطالب الحركات الأخرى بمواجهة نظام نيوليبرالي يركز على حالات الاغتراب والظلم وعدم المساواة، مستغلا بعض نضالاته الاجتماعية لخدمة ميوله الامبريالية وجني أكبر قدر من الأرباح.
وفي رواية (لا تُرى ولا تُعرف) لجورجيت ساند تتساءل الكاتبة إن كان القارئ يعرف أن هنالك امرأة أكدت وجود النظام الشمسي قبل غاليلو، أخرى اخترعت الفن التجريدي قبل كاندينسكي، وثالثة درست دوافع الموت قبل فرويد، فمن خلال البحث في خزائن قديمة، سيتم التعرف على 75 امرأة من المغامرات والناشطات والفنانات والعالمات ممن تركن بصماتهن على خارطة التاريخ من دون ان يعرفهن أحد..
وهنالك رواية (مضايقات) للكاتبة استريد دي فيلينيس التي تتحدث عن التحرش والعنف ضد المرأة والتمييز على أساس الجنس والتحرش الالكتروني والاعتداء الجنسي والتحرش في العمل والاغتصاب والعنف المنزلي وكيف حاول القانون تنظيمها، لكنه لم ينجح في القضاء عليها فلا تزال العدالة متساهلة للغاية. وفي عام 2017، وبقيادة ممثلات هوليوود، لجأت ملايين النساء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالعنف الجنسي الذي يتعرضن له يوميًا مقابل لامبالاة الحكومة وصمتها. 
ومن الكتب المهمة رواية (الكتاب الأسود لأمراض النساء) للكاتبة ميلاني ديشالوت، فطوال حياتهن، تضع النساء أجسادهن في أيدي أطباء أمراض النساء لتصبح خاضعة دائما للاستباحة والالم لذا أسهم هذا الكتاب في ظهور اسلوب جديد للتفكير لإعادة امتلاك النساء لأجسادهن ومعرفة قيمتها..
بينما يناقش كتاب (روح الساحرة) للكاتبة اوديل شابريلاك عودة شخصية الساحرة التي تشكك في خياراتنا وعلاقتنا بالعالم والطبيعة والجسد والجنس والعقلانية، وماذا لدى تلك الساحرة ومثلها القابلات والمعالجين لتغيير حياتنا.. لقد تجرأ السحرة على تحدي النظام القائم بعيدًا عن الكليشيهات والفولكلور، فقد تركوا إرثًا من المعرفة الثرية والمتعددة من خلال استخدام الطاقة والحدس وغيرها من السبل للتأثير على حياة المرأة.