غريبة

ثقافة 2021/10/24
...

  فوزية العلوي
 
الغريب الذي عشقته نساء المدينة 
لأن حَبّة بُنّ نبتت بين حاجبيه 
لم يدر أين يخبّئ قلبه 
ولانّ النساء يبكين من شغفهن 
غير عابئات بالخبز الذي احترق في الفرن 
والزيت الذي ساح تحت الزيتونة 
والقطة التي لعقت كل اللبن 
والطفل الذي لم يحفظ جدول 
الضرب والمذيع الذي أعلن عن المطر 
والشمس تهذي 
قرّر أن يتلطّف بهنّ 
فقطّع قميصه وألقاه بين 
أيديهن 
بعضهن ظفرت بالاكمام 
وبعضهنّ بالظهر 
والاخريات تقاسمن الصّدر 
المرأة التي لم يسعفها حظها من الحبّ 
انكبّت على الأزرار 
تجمعها واحدة واحدة 
ثم عادت مكسورة الخاطر لا مزقة معها
تجعلها أربة شعر او منديل دموع 
او تكتب عليها «عد يا غريب» بخيط 
حرير أحمر 
وضعت حفنة 
الأزرار على طاولة المطبخ 
عندما نهضت عند الفجر 
وجدت مكانها شجرة بُنّ.