كواغد وعصافير

ثقافة 2021/10/26
...

  مآب عامر 
 
تجسد مجموعة «كواغد وعصافير» لمؤلفها حسن رحيم الخرسان مرحلة تتصف بالواقعية في حياة المواطن العراقي. إذ تمثلت بخيبات الحرب ونكهات الحب، فنصوصه الشعرية جاءت تئن من جراح الحرب وضحاياها، فضلا عن الفقدان والألم، كما ولم يتخط ذكر الواقع السياسي والخدمي في البلاد.  
يشير الشاعر في نص (كواغد وعصافير) إلى الوطن والطغاة والغربة، فيقول في مقطع منه (لا دليل أمام هؤلاء العراة/ خرجوا من الحرب عراة/ واليوم بأثواب الديمقراطية اكثر عريا/ يرفعون أقدامهم على الرؤوس/ وكأنه مصدى الحرب وهي تضحك على المنتصرين.. الخاسرين/ أشاهدهم/ يتناطحون بقرون زجاجية/ حفروا قبورهم بصمت غير مبرر كي تبتسم الكراسي/ عمالقة في الظل/ أقزام تحت خيط واحد من الشمس/ يسخرون من أنفسهم حتى يسيل اللعاب على عيونهم/ انهم بلا فصول/ خرجوا من البحر/ ثم سقطوا ثانية/ في البحر/ في العام القادم/ ستخرج لهم سمكة/ سمكة اعرفها/ ستقول لهم:/ هناك، هناك جلجامش/ أيها الرمال!) 
ضمت مجموعة الخرسان 41 قصيدة شعرية، من عناوينها (ثوب ماء، نوح، حتى عاد كالعرجون القديم، انتم قلبي، حليب الطين، سواد ابيض..الخ) جاء الكتاب الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة والسياحة والاثار ضمن 224 صفحة من القطع المتوسط. 
وضمت مقدمة الكتاب مقالة للشاعر عيسى حسن الياسري والذي شخص عبره الإبداع الشعري للخرسان: (هذا الشاعر حلمت له بالكثير، وها هو.. وكلما مر الوقت يضيف بصمة جديدة على خارطة شعرنا العراقي العذب، هنا لا أقول إنني هو من دلته زوادته المعرفية على شاعر مبدع.. بل إن هذا الشاعر المبدع هو الذي منحني الثقة بسلامة ذائقتي كمتلق للشعر، وليس كناقد له، وهذا هو الشاعر العراقي صديقي حسن رحيم الخرسان). 
أما الناقد علي سعدون فقد قال على الغلاف الأخير للمجموعة الشعرية بأن (شعرية حسن الخرسان في -كواغد وعصافير- لا تنطلق من التزويق اللفظي والزخارف التي اعتادت عليها مدونات شعرية كثيرة. إنها تدير ظهرها لكل هذه الزوائد فتعمد إلى خلخلة حواسنا فيما نقرأ من شعر جدير بالمعاينة والفحص والتأمل).
ويذكر أن حسن رحيم الخرسان من مواليد ميسان 1963 خريج بكلوريوس تربية لغة عربية جامعة بغداد ورئيس جمعية النخيل، كما وله العديد من المؤلفات منها: (قمر ليس للموت- سقوط مردوخ- صمتي جميل يحب الكلام- تحت رغبات
 حقائبي).