السجن 10 سنوات لناقل مواد مخدّرة

من القضاء 2021/10/27
...

  غسان مرزة
لا تزال أعداد المدمنين في ارتفاع مستمر مع زيادة أنواع المخدرات وأشكالها وتأثيرها السلبي في الشباب في الفترة الأخيرة، فلم تعد ظاهرة الإدمان مقصورة على الأغنياء فقط كما كان يحدث في الماضي، بل أن الامر اصبح يشمل على الأغلب فئات من الطبقات الفقيرة، وشمل الإناث أيضا بعدما كان مقتصرا على الذكور، بحسب القضايا التي ترد إلى المحاكم مؤخرا.
وأظهرت وقائع إحدى الدعاوى ومدوناتها تحقيقاً ومحاكمة أنه في كانون الثاني من عام 2021 تم القاء القبض على المتهم (ع)، الذي كان يقود سيارته نوع جارجر صفراء اللون ومعه المتهم المفرقة دعواه (ج) والذي ضبط بحوزته كيسان يحتويان على مواد مخدرة في سيطرة عفك في محافظة القادسية.
ولدى تدوين أقوال الشاهد (س) وهو شرطي منسوب الى تلك السيطرة، ذكر بأنه كان مكلفا بواجب في السيطرة حضر المتهم (ع) الذي كان يقود سيارته الجارجر، وكانت تحمل اللوحة العراق/ أنبار وكان جالساً في المقعد الأمامي المتهم المفرقة دعواه (ج)، والذي ضبطت بحوزته مواد مخدرة ملفوفة بطريقة محكمة وبداخلهما مسحوق أبيض وتم القاء القبض عليهما.
دونت أقوال المتهم المفرقة دعواه (ج) بصفة شاهد، فقد ورد فيها بأن المتهمين المفرقة دعواهم (غ ) و (خ) وهما أخواله ومن سكنة محافظة ذي قار، يمتلكان شركة للمقاولات طلبا منه نقل مادة الكريستال المخدرة من محافظة ذي قار الى محافظة النجف وبسيارة المتهم (ع)، وهو ابن عم المتهمين ( غ ) و (خ) والذي كان على علم ودراية بالاتفاق، وأنه سيحصل على مبلغ مليون وخمسمئة الف دينار مقابل نقله المخدرات الى النجف، وفي يوم الحادث سلمه المتهمان أعلاه كيسا أسود فيه ماده بلورية بيضاء، وكان محكم الغلق وبعده توجه الى الكراج الموحد، حيث كان ينتظره في باب الكراج المتهم (ع) بسيارته وتوجها الى محافظة النجف وعند وصولهما الى الديوانية تم القبض عليهما في سيطرة عفك.
وتابع المتهم انه قبل هذه العملية بخمسة عشر يوماً قام هو والمتهم ( ع ) وبالطريقة نفسها بنقل 30 غراما الى محافظة النجف وهي عينة لعرضها على أحد تجار المخدرات في النجف، بناء على طلب المتهمين ( غ ) و(خ) مقابل مبلغ سبعمئة وخمسين الف دينار لكل واحد منهما، وفعلاً قام بإيصال العينة الى النجف وسلمها الى الشخص المقصود.
بينت التقارير الصادرة عن دائرة الطب العدلي أن المادة المضبوطة وهي كيسا نايلون يحتويان على مادة بيضاء اللون بلورية الشكل بوزن أجمالي تسعمئة واثنين وثمانين غراما وخمسمئة ملي غرام من مادة المثيل الأمفيثامين، والتي تعد من المواد المخدرة الوارد ذكرها في الجدول رقم (1) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية.
دونت أقوال المتهم ( ع ) والذي أقر بدوره امام القائم بالتحقيق بأن المتهمين المفرقة دعواهما (غ ) و ( خ ) وهما أولاد عمة طلبا منه نقل المتهم المفرقة دعواه ( ج ) من محافظة ذي قار الى محافظة النجف، بسيارته والذي كان يحمل معه كيسين من مادة الكرستال المخدرة مقابل مبلغ مليون وخمسمئة الف دينار كأجرة نقل. وهذه المرة الأولى التي يتعامل فيها مع المتهمين ( غ ) و ( خ ) وهما من المتاجرين بالمواد المخدرة كما أنه أقر اقراراً مسؤولاً أمام السيد قاضي التحقيق بطلب المتهمين منه نقل المتهم المفرقة دعواه ( ج ) من محافظة ذي قار الى محافظة النجف، مقابل مبلغ مليون وخمسمئة الف دينار كاجرة نقل، وفعلاً في اليوم الثاني نقل المتهم المفرقة دعواه ( ج ) بسيارته من باب الكراج الموحد متوجهين الى النجف وعند وصولهم الى مدينة الديوانية تم القاء القبض عليهما في سيطرة عفك لضبط مواد مخدرة المتهم( ج ) تقدر بتسعمئة غرام تقريباً، وأنه لا علم له بالمواد المخدرة وانه لديه معلومات عن المتهمين المفرقة دعواهما (غ ) و ( خ ) بأنهما من كبار المتاجرين بالمخدرات ويتخذان شركة المقاولات العائدة لهم غطاء لتجارة المخدرات ويتعاملان مع بعض الدول المجاورة 
للعراق.
ولدى تدوين أقوال شاهد الدفاع ( ص ) فقال أنه كان مع المتهم ( ع ) في كراج الناصرية الموحد وقد حضر المتهم ( ج ) المفرقة دعواه وقام باستئجار المتهم.
وجدت المحكمة أن الأدلة المتحصلة بالدعوى ضد المتهم ( ع ) هي اقراره أمام القائم بالتحقيق، وأقراره المسؤول أمام السيد قاضي التحقيق، والذي عزز بأقوال الشهود ومحاضر الضبط وتقرير دائرة الطب العدلي، والحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات والغرامة المالية.