حسين حسن الشويلي .. أيقونة سومريَّة مشاكسة

ثقافة شعبية 2019/03/05
...

باسم الخاقاني 
الناصرية الحاضرة بكل ذاكرة تراها تنجب الشواهد والأسرار بين مقاهيها وأزقتها ووجوهها المتعبة وقصائدها المغرمة بالحياة، ولأن الشعور بمجالسة مواطنيها السومريين غريب الى درجة اللذة قد تجد ذلك الجوهر الذي لم ينقرض بعد بين الأرواح والألسن. حسين حسن الشويلي (خليبص) من الأيقونات والألسن السومريَّة التي لها حضورها بين  المقاهي الشعبيّة في الناصرية كذاكرة للمدينة، بصورة عامة وللشعر بصورة خاصة، كان يمتطي لثغة الراء الجميلة بفمه، ويسرد ويناقش ويمازح ويشاكس الآخرين عن مواضيعه التي يطرحها بصوت عال.
 يلفت انتباه المارّة ويجذب انتباه الجميع وهو يقرأ الشعر تارة او يتحدث عن شواهد شعبيّة تاريخية للناصرية ومثقفيها وقصصها وحضورها الفاعل، بطريقة حكواتية شعبية. ولذوبانه بالشعر الشعبي وذاكرته التي تحفظ الكثير من القصائد جعله يرتقي المنصة ببذلاته الانيقة في الكثير من المهرجانات والاحتفاليات ليقدم شعراء القصيدة بطريقة صادقة عذبة، دجنها بالشعر اللذيذ.
رغم كل هذه الحياة التي كان يبثها بنفوس الناس، لم يسلم (خليبص) من السرطان العضال الذي هاجمه فجأةً وجعله طريح الفراش لأشهر ثقيلة، ورغم المرض الفتّاك، لكنّه تمسّك بالحياة بقوة. إذ تراه أصبح مضيفاً في كل ليلة من ليالي الناصرية لجمع كبير من اصدقائه، ليسرد ويناقش ويشارك بالحديث عن الشعر وتاريخ الناصرية وفعالياتها اليومية حتى أبلغ بوصيته الأخيرة أنّه المنتصر لا محال بمحبة الناس، حتى شبّه نفسه بمدرب نادي برشلونا (فيلانوفا) شريكه بمرض سرطان الغدد
 اللمفاوية.
وهنا يعلن حسين خليبص والذي أحب أن أسميه (حكواتي الشعر الشعبي) بأنّه مات ولكن ترك فريقا جيدا يستطيع أن ينتصر على لعبة
 الحياة.
نعم مات الحكواتي ولكن ترك حكاياته بقلوب الشعراء وروّاد الحياة واصدقائه الذين أعلنوا عن حزنهم وتأبينهم له بصورة مفجعة 
ومؤلمة.
الشاعر فراس غالب يرثي خليبص في هذه القصيدة:
ميت بغربه الوطن ياحيف 
لا حيل عندي لبعده لا كيف 
كون الخبر يطلع مطر صيف 
واسم الله من موته اعله طاريه
 
سالم يرد باجر والاگيه 
واتعطر بضحكه ومحاچيه 
وعن خبر موته المر اگله 
وعن حزن بيته ووحشة اهله 
يصويحبي الماعندي مثله 
ويا نار روحي وثگل ليلي 
وين اشرد بحرگة دليلي 
ويلي امن المجافين ويلي 
خلص عيوني وما گضه الشوگ
يخليبص من ايامي مبيوگ 
للمثله يحله النوح ويلوگ 
 
والموت ماخذ مني اشكال 
كون الجروح البيه تنگال 
موال اجرهن باثر موال
 
محتام گوم اقرالي عريان
واتفلسف بحچيك يبو لسان
يابو الدفو بيا ترب بردان ؟
فز يا ربيع عله المناجل
بعده الدرب شو صحت نازل
حايل بروحي الظيم حايل
وإنطيني من گلبك قصيده 
و إخذ العمر وإخذ التريده
يلسان إخوك ورايه وإيده
تذكر گبل لو خالفتني
اشتاگيت اغثك گوم غثني
يل فرگتك غيمه وتدثني
ربعك مثل تلوه العواصف
الچان منها الشعر خايف
ظلت تبچيها السوالف
يمراية الگربه وغريبه
يمخلي ماشه بكل گصيبه
حتى الغرب گالو مصيبه