في عودة المدارس استعدادات وأمنيات أسريَّة

اسرة ومجتمع 2021/10/31
...

  منى السراج
تعيش الاسرة هذه الأيام فترة انتقالية من أجواء العطلة الصيفية إلى أجواء العام الدراسي الجديد، فالقلق والتوتر يعدان رفيقين مصاحبين للاسرة عند كل موسم دراسي جديد، لكن في الآونة الاخيرة اصبحت بداية العام الدراسي صعبة للغاية على الوالدين وايضا على الطفل وذلك للتطور المستمر الذي يشهده العالم، بالاضافة  للثورة التكنولوجية التي سيطرت على جميع مرافق الحياة، وعن هذا الموضوع التربوي التقينا باسر الطلبة للحديث عن عودة المدارس وما يرافقها من تداعيات اسرية.
تقول ام احمد التي لديها تلميذان في المرحلة الابتدائية، انها اكملت استعداداتها للعام الدراسي، متمنية أن يكون ناجحا ومليئا بالنجاحات بعد هذا التوقف، وأن يجنب طلبتنا شر الوباء، مبينة أن ولديها يشعران بالسعادة في عودة المدارس، وكلهم امل أن يكون عاما جيدا، وان الاهتمام جار في التحضير لكل المناهج التي وضعت، كي يتم الدوام بشكل انسيابي
ومثمر. 
وترى نهلة شاكر، تربوية ان اغلب المدارس والهيئات التدريسية استعدت للعام الدراسي الجديد وكلهم امل في انتظامه بشكل جيد، وتحرص على اتمام الدوام الحضوري 
وتكثيف الدروس للطلبة بايجابية، لاسيما ان القرطاسية والكتب المدرسية وزعت بين التلاميذ بصورة نظامية ومتكاملة، وتأمل شاكر أن يكون هذا العام حافلا بالنجاحات والتوفيق باذن الله.
 
مسؤولية ورغبة 
وكانت لنا وقفة مع الباحثة الاجتماعية والتربوية نور اسعد، لتسليط الضوء على اهم التحديات التي يواجهها الابوين بشكل العام والطفل بشكل خاص في بداية الموسم الدراسي، اذ اكدت ان هذه الفترة ما بعد العطلة الصيفية الى الموسم الدراسي الجديد فترة مهمة وغير عادية لما يسودها من توتر وقلق للوالدين والطفل، وعليه فمسؤولية الوالدين في هذه المرحلة ليست باليسيرة لتهيئة الطفل نفسيا ومعنويا لاستقبال العام الجديد، لانها فترة مهمة جدا، فهي التي يتبلور الطفل فيها اما أن يستقبل العام الجديد وهو مقبل عليه بكل جد ونشاط وتفوق او بالعكس،  فهناك بعض الخطوات التي يجب عليهم اتباعها. 
 
 ارشادات قيمة
 اهمها من خلال تشجيع الطفل وتهيئة جو المدرسة من شراء لوازم التعليم من زي وقرطاسية 
وغيرها لتشجيعه، والاهم من ذلك تعليم الطفل على النظام في كل شيء في اوقات النوم والاكل واللعب والدراسة. 
وايضا التحدث مع الطفل على اهمية المدرسة لحياته ولمستقبله وايضا التكلم معه على واجب احترام معلميه والاستماع لما يطلبونه منه من واجبات وارشادات، وكذلك تشجيعه على تكوين صداقات مع اقرانه من التلاميذ والانخراط معهم والمشاركة في الاعمال الجماعية. 
 
انتظام مسبق
واوضحت الباحثة اسعد أن على الوالدين اصطحاب الطفل في ايامه الاولى للذهاب الى المدرسة وترسيخ الثقة في نفسه والتكلم معه بهدوء ولين واعطاءه بعض التوجيهات، والتحاور معه والاستماع له بكل اهتمام عند العودة من المدرسة، وكيف قضى يومه هناك والمشكلات التي واجهها، ومساعدته في التعود على النظام الجديد، لاسيما النوم مبكرا واوقات الطعام واللعب والاشياء الاخرى التي اعتاد عليها، ولكن بشكل منتظم ومبرمج. 
ولفتت الى موضوع مهم وهو عدم تخويفه من الفشل في الدراسة او عدم السماح له نهائيا من ممارسة بعض النشاطات التي يحبها كاللعب بالأجهزة الالكترونية او مع اقرانه او مشاهدة التلفزيون او الخروج من البيت، وبالتالي سيؤثر سلبا على تعلقه بالمدرسة او اداء واجباته المدرسية او تأخره في استيعاب دروسه، ما يؤثر سلبا في مستواه الدراسي وتقدمه ونجاحه، وهذا ما نسعى الا يعاني منه الطفل.