قطر تتوسط لحل الأزمة اللبنانية الخليجية

الرياضة 2021/11/03
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
جورج قرداحي الإسم الأشهر إعلامياً، أصبح اليوم وبمجرد دخوله في المعترك السياسي الشائك الإسم الأشهر سياسياً، بعد الأزمة التي تسبب بها رأي سابق له بحرب اليمن أثار حفيظة السعودية ودول خليجية أخرى، لتضاف أزمة خانقة الى الأزمات الموجعة التي أنهكت بلاد الأرز، والنتيجة بيروت في مأزق كبير بين من يطالب باستقالة وزير الإعلام، 
ومن يشدد على "مشكلتنا مع الرياض أكبر من قرداحي".
رئيس الحكومة اللبنانية الفتية التي لم تكد تلتقط أنفاسها الأولى في حقل لبناني مزروع بالألغام السياسية والاقتصادية حتى أنفجر في وجهه لغم من العيار الثقيل ينذر بعواقب كارثية على البلاد، بات يلوح بأن حكومته أصبحت على شفير الانهيار، "لابد من استقالة قرداحي" شدد عليها نجيب ميقاتي في اتصاله أمس الثلاثاء بكل من الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما ذكرت أوساط سياسية في بيروت أن ميقاتي الذي سبق أن صرح بأنه طلب من وزير إعلامه ما عبر عنه بـ "تغليب الحس الوطني ومصلحة لبنان باتخاذ القرار المناسب" هدد
بشكل صريح بأنه إن لم يستقل قرداحي "بدّي أفل".
أما وزير الإعلام اللبناني، فالرجل مدعوم من فريق سياسي مؤثر في المعادلة اللبنانية، فهو يحظى بدعم حزب الله الذي صرح أكثر من مسؤول فيه بأنهم لن يتركوا قرداحي، كما أن تيار المردة من خلال زعيمه سليمان فرنجية أكد أنه لن يفرط بقرداحي وهو لن يضغط عليه بشأن الاستقاله بل سيقف معه في أي خيار أو موقف يتخذه، وهنا يؤكد النائب طوني فرنجية، أنّ "تيار المردة يضع المصلحة الوطنيّة قبل كلّ شيء، لذلك لو رأى أنّ استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي توقف الأزمة ولو أنّه لم يخطئ، كان سيتشاور معه ربّما، علما أنّ قرداحي غير ملتزم بالتيّار ويتمتّع باستقلاليّة في الأداء والرأي"، وتابع، أمس الثلاثاء أنّه "إذا كان المطلوب إضافة المذلّة فوق الجراح، بمعنى استمرار القطيعة بكلّ الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضّل القطيعة لا المذلّة، ونحن إلى جانب قرداحي في كلّ ما يفعله".
أما وزير البيئة ناصر ياسين فأشار في حديث تلفازي تابعته "الصباح"، إلى أن "طرح استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أحد الخيارات، وسيتم بحثها خلال اليومين القادمين"، مضيفاً  "أننا بحاجة لإعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج، ونحن نعتمد على جهد عربي"، مشدداً على أن "هناك ضرورة لبدء حوار مع السعودية نستطيع البناء عليه لحل الأزمة". 
في هذا السياق عوّلت مصادر سياسية لبنانية على تحرك قطري يمكن أن يفضي الى شيء من الإنفراج في الأزمة بسبب الصلات المتوازنة التي تتمتع بها الدوحة مع أطراف الأزمة، حيث أكد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية ميقاتي على هامش مؤتمر التغييرات المناخية في إسكتلندا، إنه "سيوفد وزير الخارجية القطري الى بيروت قريبا، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية-الخليجية".
من جهته الوزير جورج قرداحي ترك الباب موارباً حيال خطوته المقبلة إذ أكد في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء "أنه يدرك تماما ويشعر بمعاناة اللبنانيين في الخارج وخوفهم من أي إجراء قد يطالهم ، لكن المسألة تحوّلت الى مسألة كرامة وطنية"، يتابع "لست متمسكاً لا بمنصب ولا بوظيفة، لكن المسألة تعدت ذلك الى الكرامات، كل الموضوع قيد الدرس وأنا بانتظار عودة الرئيس ميقاتي من قمة غلاسكو لوضع جميع الأوراق على الطاولة والخروج بعدها بقرار متفق عليه بيني وبينه"، ويضيف: "بالتالي عندما يعود رئيس الحكومة الذي قد تكون لديه معطيات جديدة بعد اللقاءات التي يعقدها، (بقعد أنا وياه) ونتخذ القرار بضوء المعطيات التي قد تكون تكونت لديه".
بدوره دعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات قرداحي، ولفت بو حبيب الى أن "المشكلات بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بفرضالإرادة وهذا يسري على لبنان والسعودية"، مضيفاً "لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل جميع المشكلات العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة".
ويبقى السؤال الأهم الذي يثيره أكثر من طرف في لبنان عن طبيعة الأزمة بين لبنان والسعودية وما إذا كانت ستنتهي فعلاً باستقالة قرداحي أم ستكون للرياض كلمة أخرى؟.. في ضوء إشارات وزير خارجيتها بأن المشكلة مع لبنان أعمق وأكبر من تصريح وزير.