افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين

ثقافة 2021/11/04
...

  الشارقة: فيء ناصر
 
في حفل كبير ومهيب امتاز بدقة التنظيم واتخاذ أعلى الإجراءات الوقائية ضد عدوى كورونا، وبرعاية حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، أُفتتح بإمارة الشارقة وفي مركز أكسبو {الدورة الاربعون} من معرض الشارقة الدولي
للكتاب.
وتتخذ الدورة من العبارة الترحيبية (هنا.. لك كتاب) شعارا لها، ويشارك فيها هذا العام 1632 ناشرا وبحضور 85 كاتبا وفنانا ومبدعا من مختلف أنحاء العالم. 
استهل الحفل الذي حضره الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة بكلمة من عريف الحفل محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون جاء فيها: (نجتمع هنا على حب الكلمة المقروءة، فمرحبا بكم في حضرة الثقافة وفي امارة المعرفة وفي العاصمة العالمية للكتاب، لقد رأيتُ الابتسامات على الوجوه، فهو اللقاء الذي جاء بعد طول فراق بسبب الجائحة العالمية، والتقارب الذي ضمنا بعد أن كنا نلتقي عن بعد، فأهلا بالكتاب وأهله من كتاب ومفكرين وباحثين وقراء، وما يزيد البهجة ان هذه المناسبة التي يضيء بها هذا الحدث الثقافي المهم شمعته الاربعين، وقد استمر هذا المعرض لينير مجتمعه المحلي والعربي وتجاوز تأثيره لينافس المعارض العالمية ومنذ عامه الاول وفكرته الاولى وهدف مؤسسه الشيخ سلطان القاسمي الذي بذل من الجهد أشدّه ومن العمل أكمله حتى يسير المعرض على الخطة التي رسمها ويصل إلى النتيجة التي ابتغاها وحتى اذا بلغ أشده، وبلغ أربعين عاما قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك الذي أنعمت عليّ، فمسيرة الأربعين لا تقاس بالسنوات والشهور والايام بل بالإنجازات). 
 كما وأكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب السيد احمد بن ركاض العامري في كلمة ترحيبية له أن معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام هو الأكبر عالميا من حيث بيع وشراء حقوق النشر. 
وألقى الفائز بشخصية العام الثقافية، الروائي والكاتب الكويتي الدكتور طالب الرفاعي كلمته ببيت شعر للجواهري يصف فيه اشتياقه لماء دجلة: (إني وردت عيون الماء صافية نبعا فنبعا فما كانت لترويني/ لذا فتكريمي هذا العام يروي جهدي وتعبي وشقائي بالكتابة/ القراءة لذيذة وجميلة لكن الكتابة موجعة/ كتب على صاحبها ان يعيش وحدتين/ حينما يقرأ فهو يكون وحيدا/ وحينما يكتب يكون وحيدا/ وكان الله في عون عائلة كل كاتب لذا فإني أهدي هذه الجائزة إلى زوجتي وابنتيّ لتحملهم عبء غيابي).
 وأشاد الروائي الكويتي بالدور الرائد لإمارة الشارقة وحاكمها في تفعيل دور الثقافة بجميع صنوفها، ونثر شيء من عشق الكتاب والثقافة في كل بيت وكل شارع وكل مكتبة وكل مدرسة في الشارقة وهي الامارة التي مثلت ملجأ ومستقرا آمناً للمثقفين العرب. وأهدى تكريمه ايضا للكتاب والمثقفين الكويتيين.
كما وشكر فيكتور فرانكوس الامين العام في وزارة الثقافة والرياضة الاسبانية في كلمته اختيار اسبانيا ضيفة شرف لمعرض الشارقة الدولي للكتب في دورته الاربعين وذكّر بالجذور المشتركة والتمازج الحضاري والثقافي بين العرب والاسبان وقال في كلمته الموجزة: (نحن بحاجة الى فتح نوافذ ومدّ الجسور بين الشعوب والأمم والثقافة هي الجسر الوحيد الذي يربط ويؤدي هذا الغرض).
من جهته، ألقى بعدها الشيخ سلطان القاسمي حاكم امارة الشارقة كلمة ترحيبية بالضيوف وزفّ لهم بشرى انجاز ثقافي وحضاري مهم وهو مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يؤرخ للمرة الاولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرنا الماضية، وقال إن: (العربية كانت بحاجة الى معجم تاريخي يتتبع مفرداتها وجذور كلماتها واستخدامها، لقد تمّ انجاز سبعة عشر مجلدا من الأحرف الخمسة الاولى من اللغة العربية، وأعدكم اننا في الأعوام القليلة المقبلة سوف ننتهي من هذا المشروع العظيم في عشرات المجلدات للمعجم التاريخي للغة العربية)، سبق كلمة الشيخ سلطان القاسمي فيلم قصير عن تاريخ ومحاولة انجاز المعجم التاريخي منذ عام 1932 في عهد الملك فاروق الاول حينما اصدر مرسوما لتأسيس المجمع العربي للغة العربية في القاهرة، لكن المشروع الكبير تعثر بسبب الحرب العالمية  الثانية وحرب 1948 مع اسرائيل وشح الموارد وعدم الجدية في المضي قدما بمشروع عملاق 
كهذا. 
وأشاد الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بالجهد الكبير الذي بذلته مجامع اللغة في جميع البلدان العربية وبإشراف مباشر منه شخصيا. وبعدها أطلق حاكم امارة الشارقة الموقع الرسمي على الشبكة العنكبوتية العالمية لهذا المعجم اللغوي التاريخي والذي سيكون في متناول 
الجميع. 
كرم بعدها سمو الشيخ الفائزين بجوائز دورة هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكالآتي:
جائزة ترجمان وهي أكبر جائزة للترجمة في العالم والمعنية بتنشيط حركة الترجمة عن العربية والبالغ قدرها مليون وثلاثمئة ألف درهم اماراتي، فازت بها دار تابلا البرازيلية عن ترجمة ديوان محمود درويش (أحد عشر كوكبا) إلى اللغة البرتغالية.  
فئة أفضل كتاب اماراتي فكانت كالآتي: أفضل راوية فازت بها الكاتبة منى التميمي عن روايتها شاهد من اشبيلية. وفي مجال الدراسات فازت الدكتورة حصة الكتبي عن كتابها (التجريب في الخطاب الشعري الإماراتي المعاصر)، بينما ذهبت جائزة أفضل كتاب مطبوع عن الامارات إلى الكاتب صخر عبد الله علي سيف عن كتابه (حسابات سهيل وحسابات الدرور.. صوت من الماضي الاصيل).
وفاز بجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية الكاتب عبد الله التيمومي من تونس عن روايته (قيامة الحشاشين). في ما فاز كتاب (تيرلامان مملكة جريتس) للكتابة عائشة النقبي بجائزة أفضل كتاب أجنبي خيالي. اما جائزة أفضل كتاب أجنبي واقعي ففازت بها الكاتبة جويل هايوارد عن كتابها (قيادة محمد: إعادة بناء تاريخي).
اما على صعيد جوائز دور النشر، فقد نالت جائزة أفضل دار نشر محلية اماراتية (دار سما للنشر والتوزيع)، وذهبت جائزة أفضل دار نشر عربية الى دار نشر ذات السلاسل للطباعة والنشر من الكويت، فيما ذهبت جائزة أفضل دار نشر أجنبية الى (بوك لاند ببلشر).
كما سلم حاكم الشارقة جوائز الدورة الـ 13 من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، البالغ مجموعها 1.2 مليون درهم، للفائزين بها هذا العام. وفاز بالجائزة عن فئة الطفولة المبكرة كتاب (ألف باء... ياء) للكاتبة سمر محفوظ براج والرسام سنان حلاق الصادر عن دار الساقي - الساقي للأطفال والشبان في لبنان. وعن فئة الكتاب المصور، فاز كتاب (البطل الخارق) للكاتبة نسيبة العزيبي والمصور حسان مناصرة الصادر عن دار أشجار للنشر والتوزيع في دولة 
الإمارات. 
وفاز عن فئة كتاب ذي فصول، كتاب (كرة برتقالية اللون) للكاتبة تمارا سمير قشحة والرسامة يكانه يعقوب الصادر عن دار الياسمين للنشر والتوزيع في الأردن.
وعن فئة كتاب العام لليافعين فاز كتاب (هروب صغير) للكاتبة عفاف طبالة والرسامة مريم هاني عبد السلام الصادر عن دار نهضة مصر في مصر. أما فئة الكوميكس فحاز جائزتها كتاب (70 كيلو) للكاتبة وئام أحمد محمود والرسام علي الزيني الصادر عن دار العالية للنشر والتوزيع في مصر.