هو مؤسس المنهج الاستقرائي الميداني في علمي الانثربولوجيا والفولكلور, مؤمنا أنك لكي تفهم قوما وثقافتهم فعليك أن تتعايش معهم ميدانيا وتلمس مباشرة الروح الحية في دواخلهم .
ولد بواس في برلين في 9 تموز 1858, وهو واحد من الآباء المشهود لهم للانثربولوجيا الثقافية, رغم أنه بدأ حياته العلمية أستاذا للجغرافيا وحاصلا على شهادة الدكتوراه فيها، برسالته (مساهمات في فهم لون الماء)، وكان ذلك عملا مبهرا نتج عن رحلة علمية استكشافية الى المحيط المتجمد الشمالي، لدراسة لون مياهه العام 1883. حيث عاش بين مجموعة (الأنويت) البشرية وصائدي الحيتان.
سببت له تلك المعايشة الميدانية التأكيد على حيوية الثقافة بين الشعوب وفهم الفوارق بين شعب وآخر بتنوع الثقافة لا أختلاف الاجساد البشرية وأعراقها, وكان ذلك سببا رئيسا لهجرة بواس الى الولايات المتحدة، وعمله الاساسي في جامعة كلارك. حيث أسس أول قسم للانثروبولوجيا فيها, وكان من طلبته المشهود لهم بالكفاءة العلمية نجوم الدراسات الاثنولوجية والفولكلورية: ألفريدكروبر – روث بندكت- مرغريت ميد- أدوردسابير, ولكل واحد من هؤلاء تاريخه العلمي العريض وتلامذته المؤثرين في العلوم الاجتماعية.
قبل أن يكون (بواس) استاذا, أعد نفسه اعدادا خاصا، حيث درس اللغويات والقياسات البشرية والفولكلور والمشكلات العرقية والعلوم المجاورة، كعلم النفس ليجتهد في وضع اهم اسس الانثربولوجيا الثقافية.
ساهم بواس في تأسيس المنهج الاستقرائي الميداني المكتشف للعوامل الفولكلورية المتعددة في المجتمعات، مؤمنا بأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة المبنية على التداعيات التاريخية والاجتماعية,وكان نشره لكتابه (ملاحظات على الفولكلور المكسيكي) عام 1919 تتويجا لهذه النزعة النظرية الاستقرائية .
أسهم بواس في تأسيس الجمعية الانثروبولوجية الاميركية عام 1900 وقبلها جمعية الفولكلور الاميركية عام 1888 وساهم في تنشيط عمل وبرامج الجمعية الاثنولوجية الاميركية.
في عام1911 نشر كتابه (الانسان البدائي)، الذي أكد عدم وجود علاقة بين العرق والثقافة، وهو يشغل مركز استاذ كرسي الدراسات الاثنولوجية في جامعة كلارك.
من كتب بوا س: الانسان البدائي- الفن البدائي- الاسكيمو الوسطى- قواعد الانثروبولوجيا- الارتقاء التطوري والارتقاء المقارن, اضافة لعشرات الدراسات الفولكلورية الميدانية قبيل وفاته في21 كانون الثاني 1942 مخلفا خلفه الأستاذات الاستثنائيات في حقول المعرفة الفولكلورية: مرغريت ميد – روث بندكت- أيلا ديلوريا-زوراهوستن, ولكل تجربة علمية لهؤلاء مداها الاستثنائي في التعديل والتغيير في أصول علم الفولكلور, اضافة لاتجاهات البحث الأمبريقي في علم الفولكلور في انكلترا (فردريك بارن- التنوع الاجتماعي). وفي ألمانيا (أندره غريفث) وفي فرنسا(روبرت باركن )، وفي الولايات المتحدة( سيدل سيلفرمان الذي وقف ضد الانتقائية في الدراسات الميدانية والنظرية).
من ذلك يبدو لنا أن نظريات الفولكلور تتداخل عند بواس وسواه مع النظريات في حقول الاثنولوجيا والانثريولوجيا, وانما يبدو مدى واضحا في الدراسات لا يقر له قرار في دراسات جديدة يضيفها العقل الانساني المبدع.