الحلبوسي: التحالف الدولي لن يشكل أيَّ خطر أو تهديد على جوار العراق

الثانية والثالثة 2019/03/06
...

طهران / صالح الشيخ خلف
بغداد / الصباح
 
 
 
شدد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، أمس الأربعاء، على ضرورة تعاون العراق وإيران مع دول الإقليم لإعادة استقرار المنطقة، مثمنا وقوف إيران إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب ودعمها لوحدته، وبينما أكد رفض العراق أن يكون أرضا أو منصة للاعتداء على دول الجوار، لفت إلى أن وجود التحالف الدولي هو بموافقة الدولة العراقية. وذكرت بيانات للدائرة الإعلامية للبرلمان، تلقتها "الصباح"، أن الحلبوسي، الذي يزور طهران حالياً بدعوة رسمية، التقى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.
 
وجرت خلال اللقاء "مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل لجان الصداقة البرلمانية، فضلا عن توسيع آفاق التعاون في المجالات كافة. وكذلك بحث اللقاء أهم التحديات التي تواجه المنطقة، وضرورة تنسيق المواقف في المحافل الدولية إزاء تلك التحديات بما يخدم مصلحة الشعبين".
وأكد الحلبوسي أن "العراق بعد انتصاره على داعش ما زالت أمامه تحديات تتعلق بالإعمار وإعادة النازحين وفرض الاستقرار، ولا بد من دعم الأصدقاء في هذا المجال، فالعراق خاض حربا نيابة عن العالم كله ضد تنظيم متطرف وانتصر على داعش بجهود أبنائه ودمائهم من القوات الأمنية بجميع مسمياتها فضلا عن دعم الدول الصديقة".
وأضاف رئيس البرلمان أن "العراق حريص على ديمومة العلاقة المشتركة بين البلدين"، وأوضح "موقف العراق الثابت من استخدام أراضيه لشن أي هجوم أو اعتداء على دول الجوار ودول المنطقة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن استخدام أراضيه منصة للاعتداءات"، فضلا عن تأكيده "موقف العراق الرافض للعقوبات التي تفرض على الشعوب".
من جانبه شكر لاريجاني "موقف العراق إزاء العقوبات تجاه إيران"، مؤكدا "دعم بلاده للعراق في المجالات كافة، ومنها الاستمرار في تزويده بالكهرباء". 
وأضاف لاريجاني أن "العراق حاليا يتصرف بحكمة، وأثبت أنه يمتلك قوات قوية استطاعت دحر الإرهاب"، مرحبا بـ"وجهة نظر العراق في الحفاظ على سيادته واعتبارها خطا أحمر".
هذا وقدم الحلبوسي "دعوة لنظيره الإيراني للمشاركة في قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق، وقد وعد الأخير بتلبيتها".
كما التقى رئيس مجلس النواب يرافقه وفد نيابي وزيرَ الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وجرت خلال اللقاء "مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وتوسيع آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
وشدد الحلبوسي، على "ضرورة تعاون العراق وإيران مع دول الإقليم، لإعادة استقرار المنطقة"، مثمنا وقوف إيران إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب، ودعمها لوحدته.
وأضاف الحلبوسي أن "التحالف الدولي لن يشكل أي خطر أو تهديد على جوار العراق ومن ضمنه إيران، ولن نسمح بأن تستخدم الأراضي العراقية لإيذاء جيراننا، وأن وجوده يقتصر على مساندة العراق في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي".
واشار الى أن "العراق ما زال بحاجةٍ لجهود الاستشارات والتدريب والدعم الفني؛ للقضاء على خلايا الإرهاب والفكر المتطرف، فضلا عن جهود المجتمع الدولي في إعادة الاستقرار والإعمار وعودة النازحين"، مؤكدا أن "وجود التحالف الدولي هو بموافقة الدولة العراقية".
من جانبه، شكر ظريف "موقف العراق بشأن ملف العقوبات"، وأكد "عدم رغبة بلاده في أن يكون العراق ساحةَ صراع بين إيران والدول الأخرى"، مشيرا إلى "دور العراق وأهميته في التقارب بين دول المنطقة".
وفي سياق الزيارة، التقى رئيس مجلس النواب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وجرت خلال اللقاء "مناقشة آخر التطورات الأمنية والسياسية للمنطقة، وتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب، والحد من الفكر المتطرف".
وأكد الحلبوسي أن "النصر تحقق بدماء العراقيين ودعم الدول الصديقة، ولا بد من الحفاظ على النصر الناجز، وذلك بتحقيق الاستقرار من خلال الدعم في مجالي الأمن وإعادة الإعمار"، مؤكداً "رفض العراق أن يكون أرضا أو منصة للاعتداء على دول الجوار".
من جهتِه أكد شمخاني دعم بلاده للعراق في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، فضلا عن ضرورة توسيع التعاون في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة بين البلدين لها دورٌ في تقوية أواصر العلاقة الثنائية والتعاون بين البلدين.
وأضاف أننا اليوم نرى العراق أفضل مما كان عليه سابقا، وهو موحد بعيدا عن الخلافات الطائفية والقومية التي كانت تشتت الشارع العراقي.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء، رأى رئيس مجلس النواب ان ايران تلعب دورا مهما في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وان هزيمة التيار التكفيري الارهابي لم تكن لتتحقق من دون الدور الفعال الذي لعبته ايران بهذا الشان.
ودان استخدام وسيلة الحظر الاقتصادي للضغط على الشعوب، لافتا الى ان العراق لا يسمح لاي دولة باستخدام الاراضي العراقية للاعتداء على الدول الاخرى.
وقال الحلبوسي ان الشعبين العراقي والايراني يمتلكان مشتركات دينية وثقافية وعقائدية وان قيادتي البلدين عازمتان على تحقيق المصالح المتبادلة للشعبين العراقي والايراني.
بدوره، قال امين مجلس الامن القومي الايراني ان العراق وايران يملكان فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقليمي والاقتصادي والامني بما يخدم الامن الاقليمي ودعم عملية التقدم والتنمية في كلا البلدين. 
واشاد شمخاني بمواقف الحلبوسي في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهته للكيان الصهيوني، معتبرا ان هذه المواقف تدل على وعي المجتمع العراقي حيال القضايا المصيرية التي تواجه الامة.  وأضاف ان مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع) التي تجري سنويا في العراق تحمل دلالات بارزة على عمق العلاقات الثقافية التي تربط الشعبين في كلا البلدين، داعيا الى الاستفادة من هذه المسيرة لدعم صمود المظلومين امام الهيمنة والاستبداد.
ورأى في الزيارة التي يقوم بها الرئيس الايراني حسن روحاني لبغداد الاسبوع القادم "فرصة تاريخية" من اجل حسم ملف الحدود بين البلدين، مشيرا الى ان البلدين نجحا خلال الاعوام الماضية في بناء الاسس الكفيلة بتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين.