الخارجيَّة اللبنانيَّة: شروط السعوديَّة مستحيلة

الرياضة 2021/11/04
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
لا بوادر حتى الآن تشي بانفراجٍ قريبٍ للأزمة الخانقة بين لبنان ودول الخليج، فالمعضلة تتعمّق وتأخذ مديات قاسية تتمثل في تضييق ماليّ واقتصاديّ هائل على بيروت المثخنة بالأزمات، وسط عجز حكومي ربما يطيح بفريق ميقاتي الوزاري على الرغم من تمسك واشنطن وباريس بحكومته لئلا ينزلق لبنان إلى انهيارات أكثر، مراقبون يتساءلون في خضم كل ذلك (ماذا تريد الرياض من بيروت لتضع حداً للأزمة؟). 
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ربما أجاب عن هذه التساؤلات وحسم النقاش بشأن ما تريده الرياض من بيروت لتضع حداً للأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة وما إذا كانت ستضع أوزارها باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الذي فجرت تصريحاته بشأن حرب اليمن معضلة كبيرة باتت تؤرق حكومة نجيب ميقاتي الباحثة عن سبيل لتهدئة السخط السعودي وما تمخص عنه من خطوات عقابية ضد لبنان، إذ أشار بوحبيب إلى مدى الصعوبة التي تواجهها بيروت إزاء (شروط المملكة) بقوله: إنَّ “المملكة العربية السعودية تملي شروطاً مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله”، مضيفا أنَّ السعودية كانت على قطيعة مع الحكومة  قبل هذه الأزمة، حتى أنَّ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري لم يتقدم بتهنئة الحكومة الجديدة خلافاً للأعراف البروتوكولية”. 
وذكر  بو حبيب أن لبنان إزاء معضلة شديدة، مؤكداً، “نحن أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون رأس حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نعطيهم إياه، نحن كلبنان. لأن تصريحات وزير الخارجية السعودي كانت عن حزب الله وليس عن جورج قرداحي المشكلة، جورج قرداحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل للأزمة”.
إلى ذلك، علقت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث أمس الأربعاء على الأزمة المستجدة بين لبنان ودول الخليج، بقولهاإنَّ بلادها “تشجّع على وجود علاقات جيدة وتواصل بين لبنان ودول اخرى في المنطقة”، وطالبت غريفيث الحكومة اللبنانية بالتصدي للفاسدين ومحاسبتهم لأنّ “المتضرّر الأكبر من هذا الفساد المستشري في لبنان هو المواطن اللبناني”، بحسب قولها.