الجزائر: وكالات

 

أكدَ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس السبت، أن ما صرح به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطير جداً، حيث شكك في تاريخ وجود الأمة الجزائرية قبل 

الاستعمار الفرنسي.

وقال تبون، خلال مقابلة أجراها مع أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية: “لا نقبل المساس بتاريخ شعب ولن نسمح بأن يهان الجزائريون”، وأشار الرئيس الجزائري إلى أن ماكرون تسبب بضرر كبير في العلاقات بين البلدين، كما أنه تعمد الاساءة للجزائر في لقاء جمعه بأحفاد وأبناء “الحركي” و”الأقدام السوداء”، خلال اجتماعه مع مجموعة من الشباب بالتواطؤ مع صحيفة “لوموند”.

وقال الرئيس الجزائري: “لن أكون أول من يتخذ الخطوة للصلح وإلا سأخسر كل الجزائريين. إنها مشكلة وطنية وليست مشكلة رئيس الجمهورية”.

وشدد تبون على أن تصريحات نظيره الفرنسي هي إحياء للنزعة الاستعمارية وأنه اصطف بجانب من يبررون الاستعمار الفرنسي، وأوضح أن على فرنسا الاعتراف بجميع جرائمها الاستعمارية وليس ما حدث في فترة قصيرة.

وعقب تصريحات ماكرون آنفة الذكر، قررت الجزائر استدعاء سفيرها بفرنسا للتشاور وحظرت تحليق الطائرات الفرنسية في الأجواء الجزائرية في إطار عملية “برخان” في الساحل.

وفي وقت سابق، شهدت العلاقات بين فرنسا والجزائر سلسلة من الخلافات بشأن مسألة التأشيرات وذاكرة الوطنية، بالإضافة إلى العقود الاقتصادية والسياسة الفرنسية بشأن قضية الصحراء، لكن هذه الأزمة بين البلدين هي الأخطر.

في طرف آخر من الأزمة مع الجزائر، أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في المغرب أن الملك محمد السادس سيوجه “خطاباً سامياً إلى شعبه الوفي”، وذلك بمناسبة الذكرى الـ46 “للمسيرة الخضراء المظفرة”.

وتمر العلاقات بين المغرب والجزائر بتوتر خطير لم تشهده منذ السبعينيات، سواء بسبب نزاع الصحراء أو الاتهامات التي توجهها الجزائر الى جارها الغربي بالتورط فيما تعتبره “ضرب استقرار الجزائر” بتنسيق مع قوى أجنبية، وأخيرا مقتل ثلاثة سائقين جزائريين في قصف نسب إلى الجيش المغربي.

ويبدو أن إسرائيل دخلت على خط الأزمة العربية - العربية بين المغرب والجزائر، حيث قالت صحيفة Le Desk المغربية: إن شركة “رفائيل” الإسرائيلية مستعدة لتزويد المغرب بالقبة الحديدية.

وأشارت الصحيفة إلى اهتمام المغرب بالدرع الدفاعية الصاروخية الإسرائيلية، الذي يسمح باعتراض القذائف والصواريخ والطائرات بدون طيار.

وأضافت أن النظام الذي تم نشره على حدود الأراضي الفلسطينية في غزة، سيضمن دفاعا أفضل عن الجدار الرملي في الصحراء، وعن المناطق المدنية والعسكرية الحساسة.

والقبة الحديدية نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات قواعد متحركة، طورته شركة “رفائيل” لأنظمة الدفاع لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف.

والخميس الماضي، كشفت صحيفة “لارازون” الإسبانية عن أن الجزائر نشرت صواريخ قرب حدودها مع المغرب، بعد حادث مقتل 3 جزائريين في عملية قالت الجزائر إن الجيش المغربي نفذها.