كشفت شركة مايكروسوفت الأميركيَّة، رسميًا عن الجيل الثاني من نظارة الواقع المختلط "HoloLens". وجاء الكشف عن HoloLens 2 من خلال حدث إعلامي قدمه الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا نادالا Satya Nadella، الذي أشار إلى أنَّ هذا الوسيط الجديد هو مجرد بداية تجربة ما هو ممكن عند توصيل العالم الرقمي بالعالم المادي لتحويل كيفية عملنا واللعب.
ترقية كبيرة

وتشكل نظارة HoloLens 2، بعد مرور أربع سنوات على إطلاق الجهاز الأصلي، ترقية كبيرة للعتاد بالمقارنة مع عتاد الجيل الأول، ما يوفر المزيد من الغمر أكثر من أي وقت مضى والجمع بين العالمين الافتراضي والمادي من خلال مجموعة غنية من أجهزة الاستشعار.

كما توفر النظارة الجديدة أكثر من ضعف مجال الرؤية بالمقارنة مع الجيل الأول من النظارة بفضل شاشة 2K MEMS المصممة حديثًا، والتي تتميز بتتبع العين لأول مرة.

وتتأقلم HoloLens 2 مع شخصيتك وتتعلم من إيماءاتك لإدخالك في تجارب أكثر عمقًا، بما في ذلك القدرة على التفاعل مع الصور المجسمة باستخدام أصابعك، ويمكن الآن اعتماد الصور المجسمة في الوقت الفعلي بفضل أدوات "كشف الغرض" الجديدة.

 

مصادقة القزحية

ويتم توفير الأمان من خلال أدوات مصادقة القزحية نفسها المستخدمة في Windows Hello، بحيث تبدأ عملية تسجيل الدخول والمصادقة بمجرد ارتداء النظارة.

كما حسنت مايكروسوفت من الراحة المتعلقة بتصميم النظارة، وذلك عبر مسحها رؤوس الآلاف من الناس لخلق نظام تصميم أكثر أناقة، ومناسب للجميع، وتقول الشركة إنه يمكن أنْ يناسب أنواعًا من الناس أكثر من أي وقت مضى، حتى لو كنت ترتدي النظارات الطبية.

وقال أليكس كيبمان Alex Kipman، زميل مايكروسوفت التقني الذي يقود مشروع HoloLens: إنَّ "نظارة HoloLens 2 أخف وزنًا وأكثر متانة بسبب بنية جديدة من ألياف الكربون تضع معايير جديدة للراحة".

وعرضت مايكروسوفت عددًا من العروض التجريبية المصممة لإظهار نطاق حالات الاستخدام التي تتوقعها من HoloLens 2، مثل استخدامها من قبل عمال البناء والممرضات وتلاميذ المدارس.

ويتوفر الجهاز للاستخدام من قبل العملاء من الشركات، بالإضافة إلى كل مجموعة مايكروسوفت الخاصة بها للحلول المختلطة على Microsoft Dynamics 365 فور توفره.

ويشمل ذلك ميزة جديدة للمرشدين تسمح للشركات بتدريب العمال بشكل أسرع من أي وقت مضى، وتقديم تعليمات خطوة بخطوة للميكانيكيين، وعمال البناء أو أطقم الصيانة.

وتتوفر نظارة HoloLens 2 للطلب المسبق منذ الآن، إذ تكلف 3500 دولار أميركي، على أنْ يتم بيعها في أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان والصين وألمانيا وكندا وايرلندا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا في وقت لاحق من هذا العام.

 

كاميرا Kinect

أعادت شركة مايكروسوفت إحياء كاميرا Kinect، وذلك عبر كشفها النقاب عن "Azure Kinect DK"، وهي نظام إدراك شامل لحلول الرؤية الحاسوبية والكلام، بحيث تجمع الأدوات بين جميع أجهزة الاستشعار الخاصة بالشركة في مكان واحد.

ويعد الجهاز بمثابة نظام كاميرا جديد للمؤسسات يعمل على الاستفادة من تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد الخاصة بشركة مايكروسوفت لإنشاء كاميرا ثلاثية الأبعاد للشركات، ما يمنح الأعمال التجارية طريقة لالتقاط عمق الاستشعار والاستفادة من حلول Azure لجمع البيانات.

وكانت كاميرا Kinect قد ظهرت في الأصل قبل 9 سنوات كملحق لاستشعار الحركة لمنصة إكس بوكس 360 Xbox، بحيث مكنت المستخدم من التحكم بالألعاب باستخدام اليدين أو الجسم.

وفي حين كان الملحق ناجحًا في البداية، لكن تقديمه بتلك الطريقة إلى جانب نقص الألعاب التي تستخدمه ضمن منصة إكس بوكس ون Xbox One أجبر الشركة على إعادة التفكير في النهج الكامل الخاص بجهاز Kinect.

ويجمع النظام الجديد Azure Kinect بين مستشعر عمق وكاميرا عالية الوضوح ومجموعة ميكروفونات مكانية، ما يحول النظام إلى جهاز ذكي يفهم الأشخاص والبيئة ويرى ويسمع مستويات عالية من التفاصيل، إلى جانب تفسير المدخلات.

 

إنترنت الأشياء

وتحتوي وحدة الكاميرا الجديدة على مستشعر عمق مع مناظر واسعة أو ضيقة، ويتوقف هذا على حالة الاستخدام، حيث تسعى منصة مطوري البرامج الجديدة التي تعمل بواسطة Azure إلى تحسين تجارب إنترنت الأشياء.

ووفقًا لقائمة الشركة الرسمية، فإنًّ مجموعة مطوري Azure Kinect تحتوي على كاميرا عمق بدقة 1 ميغابيكسل الأفضل في فئتها (1024×1024 بيكسل)، ومجموعة دائرية من الميكروفون بزاوية 7 درجات، وكاميرا RGB بدقة 12 ميغابيكسل.

وأوضحت مايكروسوفت وجود عدد من الشركات الشركاء التي بدأت بالفعل في اختبار هذه التكنولوجيا، بما في ذلك داتامش Datamesh وأوكافيرا Ocuvera وأفا Ava، ما يمثل قطاعًا مثيرًا للاهتمام من الشركات.

وتريد الشركة أن تجعل إنشاء التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أبسط باستخدام مجموعة أدوات تطوير جديدة تسخر قوة كل من Azure و HoloLens معًا.

ويكلف Azure Kinect DK نحو 399 دولاراً أميركياً، ويمكن للمطورين طلبه مسبقًا منذ الآن، على أن يتوفر في الولايات المتحدة والصين في البداية.

 

منافسة Chrome OS

وتسعى مايكروسوفت إلى منافسة نظام تشغيل غوغل المسمى كروم أو إس Chrome OS من خلال نظام تشغيل جديد بالكامل قيد التطوير حاليًا تطلق عليه Windows Lite OS، وتعمل الشركة في الوقت الحالي وفقًا لجدول زمني مكثف لإصدار نظام التشغيل.

وتخطط الشركة لتوسيع اختباراتها هذا الصيف، وقد تعرضه بشكل رسمي خلال مؤتمرها السنوي للمطورين Build 2019 المزمع عقده في شهر أيار.

وبالرغم من أن نظام ويندوز لا يزال، إلى حد ما، هو نظام التشغيل الأكثر استخدامًا في العالم، إلا أن مايكروسوفت حاولت لسنوات وقف نمو الحصة السوقية السريعة لأجهزة كروم بوك ذات الشعبية Chromebook.

وقامت من أجل ذلك بتحسين ويندوز بقدر ما تستطيع، ما يسمح لها إلى حد ما بالعمل على أجهزة الحاسب اللوحية والمحمولة الرخيصة التي تعمل بنظام Atom، ومنافسة أجهزة الحاسب المحمولة المصممة للطلاب والصفوف الدراسية.

كما قامت بإصدار نسخ مخففة من نظامها التشغيلي، مثل Windows RT و Windows 10 S، والذي لا يستطيع تشغيل تطبيقات ويندوز التقليدية، لكن النسخة المخففة الجديدة من نظام ويندوز 10 هي ما تأمل مايكروسوفت من خلالها بإيقاف تفوق نظام كروم أو إس.