المرأة نصف المجتمع وهي قائدة فاعلة أيا كان موقعها في العمل أو الحياة الخاصة، وعندما تعتلي منصب القيادة تتحلى بصفات تمكنها من الإمساك بزمام الأمور والوقوف على مكامن القوة لديها، وكيفية استثمار طاقتها بشكل فعال في الارتقاء بالعمل القيادي والوصول إلى أفضل الإنجازات وفق استراتيجية مدروسة مشروع (الى الامام : مبادرة المرأة العراقية القيادية) هدفه تعزيز القيادة النسائية وتأمين حقوقها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فضلا عن السعي للارتقاء بواقعها لتصبح اكثر قدرة على اتخاذ القرار في المجالات المختلفة، واكدت عضوات تحالف 1325 على تحقيق اهداف المشروع من خلال امتلاكهن ادوات وموارد افضل لتحقيق حقوقهن في كافة المجالات، وان يصبحن اكثر وضوحا وفعالية في مواقع صنع القرار، جاء ذلك خلال الاجتماع التشاوري لمبادرة المرأة العراقية القيادية الذي اقامه الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة بالتعاون مع منظمة الهارتلاند الكندية ولجنة المرأة والأسرة في مجلس محافظة بغداد الذي عقد على قاعة مجلس محافظة بغداد.
المحيط الأسري
قالت رئيسة اتحاد المرأة العربية المتخصصة فرع العراق فاتنة احمد جميل بابان: هدفنا هو تعزيز التعاون العربي لتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا، وزيادة مشاركة المرأة المتخصصة في الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية والهيئات المستقلة والقطاع الخاص، فضلا عن تعزيز فرص الريادة النسائية في القطاعين العام والخاص وتعزيز الشراكة بينهما ورفع القدرات التنافسية والخبرات الإنتاجية والاقتصادية والتنموية، مضيفة؛ لقد أصبحت المرأة مؤهلة للعمل في مجالات مختلفة لم تكن متاحة من قبل بسبب طبيعة البرامج التعليمية والتدريب والبعثات الى الخارج والثقة في قدراتها وتمارس تخصصها في كافة المجالات. مبيّنة ثقتها بنفسها التي أوصلتها بكل جدارة إلى المناصب القيادية في القطاعين العام والخاص.
واشارت بابان الى ان المرأة أبدعت في أكثر الميادين تعقيدا خلال السنوات الماضية، وبإصرارها وجهدها المتميز نالت الكثير من الشهادات والدرجات تألقا وبريقا، وبالرغم ما قدمته وتسعى إلى تحقيقه تقف العراقيل وعقبات في سبيل إضفائها مزيدا من التفوق وتحقيق أمنياتها، وتؤكد بان الذي يصنع المرأة القيادية هي التربية العائلية اي المحيط الأسري الذي يطورها ويبنيها، فضلا عن قوة الشخصية التي تتمتع بها وتأهيلها العلمي، لذلك على المجتمع احترامها والسماح لها بالمشاركة به وعدم النظر لها بعين شفقة تقلل من شأنها.
حملات مدافعة
عن خطوات تنفيذ البرنامج قالت رئيسة لجنة المرأة والأسرة في مجلس محافظة بغداد دهاء الراوي: عملنا على اقامة ورش تدريبية لتأهيل الكوادر العاملة مع المنظمات الشريكة بالبرنامج التي تمحورت حول أسس القيادة، وصقل مهارات التفكير الاستراتيجي، والاتصال القيادي بين المتدربات بهدف تأهيلهن بمستوى عال يمكنهن من القيام بأدوارهن القيادية والريادية لمواجهة تحديات المستقبل. واوضحت؛ قمنا باجراء مسح ميداني لخمس محافظات يتم تنفيذ البرنامج فيها (المثنى، بغداد، البصرة، السليمانية، ودهوك)، واقامة مشاريع اقتصادية مدرة للدخل للمرأة في جميع المحافظات المذكورة، وايضا القيام بحملات مدافعة لتعديل بعض القوانين والتشريعات التي لها علاقة
بالمرأة .
بينما اكدت السيدة ملك المصري مديرة مشروع (مبادرة المرأة العراقية الى الامام) المشروع يهدف الى تعزيز القيادة النسائية وتحويلهن الى شبكة تواصل تشكل مظلة مهنية داعمة على كافة المستويات، ودعم النساء وتحقيق تقدمهن على مستوى المشاركة الفعالة، وسينفذ المشروع لمدة اربعة اعوام بالمشاركة مع اربع منظمات
محلية .
وعي ذاتي
فيما تحدثت نادية جعفر نائب رئيس معهد المرأة القيادية: مهمتنا تدريب النساء من مختلف الاعمار سواء كانت عاملة في البرلمان او المنظمات، او غير العاملة، من خلال تنمية مهاراتهن وبناء الثقة اللازمة لاتخاذ القرارات التي تعمل على احداث تغيير في المجتمع، وتطوير الوعي الذاتي لتمكين المتدربات من التواصل الفعال وادارة الحوار مع الناس في ما يتعلق بالنوع الاجتماعي من منظور حضاري واخلاقي،
وتعزيز قدراتهن من خلال تمكينهن في المشاركة المجتمعية الفاعلة، وايضا وجود روابط مشتركة بينهن وما يتعلق بالعنف ضد المرأة على ان تكون قابلة للتطبيق والممارسة من اجل تقوية التشبيك والتواصل لبناء شبكة موحدة بينهن.
الضحية الاولى
من جهتها اعتبرت الدكتورة بشرى العبيدي: ظاهرة العنف الأسري أبرز وأخطر المشاكل التي تهدد المجتمعات الإنسانية في جميع دول العالم خصوصا المجتمعات العربية التي تعاني من تفاقم المشاكل الاجتماعية وازدياد معدلات العنف الاسري الذي يهدد أمنها واستقرارها بسبب غياب القوانين والآليات التي تكفل لهما الحماية، والمرأة هي الضحية الأولى ويتبعها الأطفال باعتبارهم الفئة الأضعف ما تسبب هذه الممارسات أضرارا بدنية ونفسية وصحية واجتماعية، مضيفة؛ إن المرأة يجب تقديرها ورفع مكانتها وشأنها، والعنف ضدها أمر غير إنساني، يتم فيه استغلال ضعفها وعجزها، ولا يمكن اعداد المرأة قياديا دون وجود قانون لحمايتها الذي رفض التصويت عليه من قبل مجلس النواب منذ
عام 2014 .
التفكك العائلي
في ذات السياق ترى الناشطة سلامة المعموري: المرأة اخذت تدفع ثمن العنف الذي تتعرض له بسبب عدم وجود القوانين التي توفر لها الحماية، كما أن أغلب النساء يخشين من المعتدي خصوصا إذا كان الزوج، وبالتالي يؤدي الى تفكك أسرتها وايضا خوفها من المجتمع بسبب العادات والتقاليد، لذلك نراها تفضل السكوت وعدم الإبلاغ عن العنف الموجه لها .
واقترحت المعموري بانشاء نادٍ او منتدى للتواصل مع النساء فيما بينهن ليقدم
برامج متنوعة لحالات الإيواء بهدف تعزيز الثقة بذاتهن، ورفع المستوى التعليمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة المعرضة للعنف، مشيرة إلى أن البرامج متاحة لكل السيدات اللاتي لديهن أزمات عائلية، والقيام بتأهيل المعتدي الذي نحرص على استدعائه فور الانتهاء من إجراءات الإيواء لإرشاده وتبصيره بالعواقب القانونية في حال تكرار هذا الامر مع إيضاح الأبعاد الاجتماعية والنفسية على كافة أفراد الأسرة للخروج بنتائج مرضية لكل الاطراف.