بأيِّ حالٍ عُدْتَ؟!

اسرة ومجتمع 2019/03/08
...

ميادة سفر
أطلقت الأمم المتحدة احتفاءً باليوم العالمي للمرأة لعام 2019 شعار: “نطمح للمساواة, نبني بذكاء, نبدع من أجل التغيير”, هذا اليوم الذي  يحتفل به في الثامن من آذارمارس من كل عام, والذي اعتمدته الأمم المتحدة يوماً عالمياً للمرأة في العام 1975, للوقوف على مستوى ارتقاء المرأة والعمل على تحقيق العدالة والمساواة والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها.
تعود جذور هذا اليوم إلى العام 1908 عندما تظاهرت نحو خمس عشرة ألف امرأة في نيويورك, للمطالبة بحقهن في التصويت, وتحسين ظروف عملهن بالحصول على أجور أكثر وساعات عمل أقل, لاحقاً اقترحت كلارا زتكن العضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني فكرة الاحتفال بيوم المرأة العالمي, حتى اعتماده من قبل الأمم المتحدة.
منذ إقرار الاحتفال العالمي بهذا اليوم, احتفت شعوبنا ودولنا العربية به كل على طريقتها, فمنهم من نظم الندوات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين أوضاع المرأة, ومنهم من لم يكترث به, وفي جميع الأحوال يتساءل المراقب للواقع العربي بشكل عام ووضع المرأة فيه بشكل خاص, عن جدوى تذكر هذا اليوم؟.
فنحن نعيش أسوأ أحوالنا منذ الجاهلية, مجتمعات ودول تعاني الحروب والارهاب, نساء تغتصب وتسبى وتباع وتشترى كسلعة, فبأي حال يمكننا أن نحتفي بهذا اليوم ككل دول العالم, والمرأة العربية لا تزال محرومة من الكثير من حقوقها, وما حصلت عليه سجل انجاز للتاريخ, أي واقع ومستقبل ستحلم به نساء عشن في عهد “داعش” التنظيم الإرهابي
 وأخواته.
ماذا ستقدم النساء العربيات هذا العام للعالم؟!, هل سنحكي عن قاصرات يتزوجن قسراً, أو عن أم لا يحق لها منح جنسيتها لأطفالها, أم عن شهادة ناقصة للمرأة أمام القضاء, هل سنحكي عن تعدد الزوجات, أم عن نساء مازلن يقتلن على مقاصل الشرف ويكافئ قاتلهن بوسام البراءة والفخار, أم عن خمسين يزيدية أعدمت بعدما لم تجد من يشتريها في سوق النخاسة, لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين مثقلين بهموم عصر الظلمات.
واليوم بعد عقود على اعتماد هذا اليوم للاحتفاء بالمرأة, لا يمكننا الحديث عن منجز كبير أو تغيير قد حصل, فلا يزال الهدف من الاحتفال به بعيد المنال, وما زالت النساء في مناطق مختلفة من العالم محرومات من التعليم والعمل, ويتعرضن للعنف والتمييز, بعد كل تلك الأعوام بقيت الفجوة شاسعة بين المرأة والرجل في العمل والحياة, والطريق طويلة وصعبة لتحقيق الأمنيات, ربما تساعد الفعاليات والأنشطة والوقفات التي تسمع هنا وهناك في الثامن من آذار في التذكير بحقوق المرأة وكفاحها من أجل حياة أفضل, وتستطيع لفت الأنظار في كل مكان في العالم إلى تلك الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي تتعرض لها النساء, فهل يكفي ذلك؟, وهل يمكن أن نختصر نصف سكان العالم بيوم واحد؟!, على أمل أن نصل إلى يوم تسود فيه العدالة, وينعدم الظلم, ويعم السلام, لكل أبناء الإنسانية نساءً ورجالا.