المرأة في يومها العالمي

اسرة ومجتمع 2019/03/08
...

إقبال صلال
 اليوم الدولي للمرأة ويصادف الثامن من شهر آذار من كل عام، إذ يتم الاحتفال بإنجازات النساء في جميع أنحاء العالم وفي كافة المجالات السياسية والاقتصاديّة والاجتماعية، فضلا عن الاعتراف بجهود المرأة، وكونها شريكة في التغيير والتقدّم. يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي في هذا التاريخ وذلك لأنّه تم عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1945 في باريس، جاء هذا الاحتفال نتيجة بعض الاضطرابات النسائية في الولايات المتحدة التي حدثت في عام 1856 بعد خروج الآلاف من  النساء للتظاهر في مدينة  نيويورك ضد الظروف اللاانسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها .. وفي 8 مارس 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك وهن يحملن قطع الخبز وباقات الورود احتجاجا على ظروف عملهن.. وفي هذا اليوم المميز نحن كنساء في مجتمع يحمل الصفات الذكورية علينا التفكير والتركيز على النظرة العامة لدى المجتمع هي أن وجود المرأة ليس إلا تبعية رمزية للذات الذكورية. فإنّ  حيثيات مفاهيم وقناعات الرجل المؤدلج تتجسّد في الممارسات التي باتت طبيعية وغير قابلة للنقد. وهذه الرواسخ بالكاد هي دعم فرضته الأنظمة الرأسمالية من أجل المحافظة على هيمنتها.. باعتقادي إنّ اي حرية او حقوق أساسية لأي انسان لن تُسترَد إلّا في ظل مجتمع متحرر من العبودية والانظمة الطبقية والهيمنة الأبوية.. لا يمكن ان ينفصل النضال النسوي عن النضال العمالي. فكلاهما شريحتان مسيرتان من قِبل الطبقة البرجوازية التي تسعى دائما الى اضطهاد المرأة والعامل على حد سواء من اجل ديمومة السيطرة على الاقتصاد. لذلك على المرأة أن تعلم أن قضية تحريرها  هي مسألة اشتراكية بحتة. ويجب ان تتحرر من الشعور بالذنب الذي يساورها حيال عجزها عن مواجهة المفاهيم المغرضة. وان تتبنى افكارا تكافح من اجلها الانظمة القمعية والمتحيزة وأن تصنع بنفسها حقيقة نفسها. إن عزل وتحجيم المرأة في قالب سرمدي لا تحده نهاية ولاينهيه زمان، مرفوض بصوت من الثورات التي تبنتها نساء تاريخيات.. على كل نساء العالم عموما والمرأة في المجتمع الشرقي خصوصا أن تفهم وضعها وتتساءل. لماذا هي مجرد كائن تابع كآلة تلبية رغبات وإداة تفريخ لاجل إدامة سيطرة الرجل.. حان الزمن لنتساءل. 
ما هو التفسير المنطقي والمادي لاضطهادها. وما هي المسببات التي تجعلها تقبل على حجرها في المنزل ولماذا تؤطر المرأة بإطار الآلة المعدنية الصلبة التي لاتشكو من تعنيف او ترهيب او ظلم.. إنّ الحركات النسوية التحررية دائما تحث على التخلص من هذه القوانين البالية والرثة بالضد من المرأة، وهذا النظام الاجتماعي القائم على الرق والذي يخص المرأة فقط.. كيف نتقبل على ذاتنا ان نكون مجرد مملوكات لإنسان آخر.. ولماذا تكون ثقافة العبودية هي ثقافة سائدة ومتأصلة في البلدان التي تحكمها انظمة رجعية؟ .. تتساءل الأديبة عايدة الجواهري. تساؤلها المنطقي قائلة “لماذا تشعر كل امرأة عربية مهما كبر اعتدادها بنفسها ومهما انخرطت في الحياة إنّها أمام طريق 
مسدود”؟. 
لو أخذنا على محمل القراءات المتشددة للنصوص التراثية نلاحظ ان الانظمة الحاكمة تسيطر على المرأة من خلال القوانين التمييزية بالضد من المرأة وهذه القوانين تحكم بالدونية الجوهرية على النساء. 
وبالتحديد. وتكون ملزمة بتطبيقها وهي فقرات غير قابلة للإلغاء ولا التعديل كونها نصوص إلهيّة.. لذلك نلاحظ ان اي  نظام سياسي يجدد علاقته بالمنظومات الدينية ودعمها باستمرار من المحافظة على نمط الهيمنة على المجتمع لأغراض اقتصادية وبذلك تكون المرأة هي ضحية تلك الانظمة لأن الرجل هو الراعي والمسيطر على تلك 
المؤسسات. 
إنّ هرم محددات المرأة ضمن المجتمع يفسد علاقتها بالمحيط ويفقدها الثقة بنفسها.. لذلك عليها أن تفجر منافذ جديدة تحميها من قوانين الأحوال الشخصية والشروط الدينية المنحازة في تكبيلها وإخضاعها والثورة بوجه العبودية.. 
وأنا أتساءل.. وأوجه سؤالي الى المرأة.. لماذا يقتصر مفهوم الانصياع والعنف على المرأة دون الرجل.. اذا كانت من منظور شرف وأخلاق.. هل ستدوم خلاصة هذه الجزئية الاخلاقية في تحديد حق المرأة في الحياة؟.