بغداد : الصباح
يصف علي سرحان مسيرته الفنية بمحطات ليست بالسهلة ويقف الآن بمحطة التواصل كما يسميها، كونه لحن لكبار المطربين مثل ياس خضر وسعدون جابر ثم تواصل مع محمود انور وكاظم الساهر وحاتم العراقي وصولا الى المطربين الشباب المتواجدين حاليا على الساحة الفنية.
وفي حديثه لـ «الصباح» قال سرحان: «اتواصل الان بشكل اكبر مع الفنانين العرب، كوني مقيما خارج العراق، مقدما الحاني للمطربين الخليجيين»، متمنيا «على المطربين الشباب خاصة ممن يمتلكون خامة صوتية جيدة أن يهتموا بثقافتهم الموسيقية».
وعاد الفنان علي سرحان مؤخرا من مصر، بعد أن قدم واحداً من ألحانه للفنان علي الحجار، كلمات كريم العراقي وكاظم السعدي، محققاً اتفاقات مبدئية مع مجموعة من الفنانين العرب.
واوضح سرحان: «أدرس الصوت الذي ألحن له أغنية، بدقة اذ أتقمص صوت المطرب عندما أضع لحناً له، حسب أسلوبه لذلك نجح مطربون خليجيون ولبنانيون بأعمالي؛ لأنني آخذ من لونه وأحافظ على مسحة عراقية شفافة تنهل من بحر الموسيقى
العراقية».
وأضاف «تتوهج الأصوات العربية بمسحة الحزن التي يغرق فيها الغناء العراقي، اذ تتقارب الاصوات الخليجية واللبنانية والمصرية، لكن العراقي متميز بحزن استثنائي».
وأفاد علي سرحان: «موجة الشباب في العراق والدول العربية والعالم كلها متشابهة، وساعدهم الانترنت والفضائيات في سرعة الانتشار»، واصفا تلك الظاهرة «كل فنان فضائيته بجيبه».
مستدركا «الأغنية الأصيلة باقية، لم تتأثر او تضيق مساحتها، فما زال الشباب يسمعون الاغنية القديمة ويعيدون أداءها بتوزيع حديث لا يلامس أصل اللحن أو يمس قيمته فهم جيل متطلع الى المستقبل من دون أن يتنكروا للماضي، وهذا نابع من نضج الاغاني القديمة شعراً وموسيقى».
ونوه سرحان: «تقوم أغاني الموجة الشبابية على الهيوة، أكثر من أي إيقاع آخر، معتمدين الجرأة في كلام يتخطى حدوداً لم يسبق للغناء العراقي أن فكر بالخوض فيها؛ وذلك لغياب لجان الفحص فلم تعد ثمة سيطرة على ما يقدم، لكنهم أسهموا بتعريف العرب بالغناء العراقي الذي كان قاصراً على بضعة أسماء حصراً لا يعرف العرب سواهم».
مواصلاً: «أنا أشكل مرحلة انتقالية بين سبعينيات الوحدة الكبيرة في الغناء وحداثة الغناء الشبابي، وطرحت ألحاني في زمن صعب الاختبارات لا ينفذ فيه الا الموهوب الاكاديمي الرصين، ولحنت أغنيات شبابية وعززتها برصانة كلاسيكية، مدخلاً ايقاعات المقسوم والهيوة والسامري».