الصباح: نوارة محمد
مع اقترابنا من عرض مسرحية {سردنبال} من تأليف د. خزعل الماجدي واخراج عماد محمد، وبمشاركة نخبة من الممثلين، منهم د. ميمون الخالدي وفاطمة الربيعي وهناء محمد وطلال هادي وزمن علي وسعد عزيز وصادق والي.
وفي تصريح خاص لـ {الصباح}، كشف الدكتور خزعل الماجدي وهو شاعر ومسرحي وباحث في علوم وتاريخ الحضارات والأديان، عن فكرة المسرحية قائلاً: هذا العمل يعيد الاعتبار لشخصية (سردنبال)، وهو ملك آشوري سقطت الإمبراطورية الآشورية في عصره، ويسمى سنشارشكون ويلقّب بـ (آشور بانيبال الثاني)، والذي هو ابن (آشور بانيبال الأول) أعظم ملوك آشور كلّها، المسرحية تفصل بينهما وترد على ما فعله المستشرقون الذين دمجوا الاثنين في شخصية واحدة، وتصحح النظرة حول الملك الابن، أي الثاني، التي شوهتها النظرة الاستشراقية المتعصبة بصفات غير صحيحة، وتحاول أن تنظر إلى الأسباب الحقيقية لسقوط الإمبراطورية من نخر الحروب المدمِّر لها واستفحال الخيانة في بلاطها وصعوبة السيطرة على الثورات في تخومها وتحالف الأعداء حولها، ولأن المسرحية عمل فني، وليست حقلاً من حقول التاريخ، فهي تحاول الابتعاد عن الجو التاريخي الخالص لتقدِّم شخصية (سردنبال) بكل توترها الروحي والنفسي وتجعله مرآة لهذه النهاية، كما أنها حاولت مقابلة مرايا الماضي والحاضر وانعكاس الأحداث بينهما والإشارة بوضوح
إلى فاجعة الحروب وسيطرة نزعة الموت والدمار وحب السلطة ومصادرة الحريات وقمع الناس.
سيكون الحاضر أساس هذا العمل المسرحي وسيكون الماضي عوناً لكشف عيوب هذا الحاضر.
وعن مستوى المسرح في الآونة الأخيرة الذي لا يشبه سابق عصوره وعن التراكم الكمي علق الماجدي {المسرح العراقي حافل بتاريخ نوعيّ كبير، وهو في طليعة المسرح العربي الحديث، وربما صادفته ظروف قاسية، في العقدين الأخيرين، بسبب الحياة السياسية والاجتماعية المرتبكة في البلاد، لكن جمرة الإبداع لا تنطفئ فيه أبداً، فقد ظهرت فيه أعمال نوعية حتى في هذه الفترة، وهو يواصل نهوضه وتألقه، وأكثر ما يبهجني فيه ظهور أجيال شابة من الممثلين بشكلٍ خاص، وتصدّر جيل جديد من المخرجين الذين ربطوا بين تجارب أساتذتهم الكبار في الجيل السابق والجيل الحالي، أنا متفائل بنهضته رغم كل الظروف السيئة حوله، فالمسرح يكافح مع قطاعات الثقافة الأصيلة الأخرى، ضد التردي والهبوط في البلاد}.
الحديث عن المسرح وسحره ينتهي، لكن الآمال ستظل متجددة في
أرواحنا.