فلاح ابراهيم*
مرحلة مهمة وخطيرة من عمر اي انسان ولها تأثير دائم عليه، بالذات بطريقة ثقته بنفسه وتعامله مع الجنس الاخر وفهمه له، والمراهقة تؤثر فيها جدا البيئة التي يعيش بها المراهق وطريقة تربيته وفرص تعلمه، لذلك نشعر أن اكثر الناس الذين يواجهون مشكلات بحياتهم ويبقون بمراهقة مستمرة هم الذين لم يعيشوا مراهقة
حقيقية.
البيئة تأثر بشكل كبير في المراهق وحدود تصرف سلوك الاهل معه، تنعكس على بناء شخصيته مستقبلا يبدأ بتلك المراهقة وضوحه وفهمه للاشياء، الذي يعاني من نواقص كثيرة في تكوينه خلالها، سوف تستمر معه طوال عمره لانها فترة بناء حقيقي للشخص، اما ان يكون واضحا وطبيعيا او بالعكس وفهمه للاشياء بشكل مباشر او خفي، حتى نشعر أن الشاب الذي تربى في المدينة فهمه لكثير من الاشياء، يختلف عن الذي تربى بالريف، اذ التقاليد تأخذ جانبا كبيرا بسلوكه .
اكثر موقف اضحكني في حياتي ودائما اتذكره عندما كنت أدرس في الثاني المتوسط، وكان دوامنا متعاقبا مع مدرسة ابتدائية للبنات، إذ كنت أحرص على الحضور في وقت مبكر، حتى ارى الفتاة التي كنت معجبا بها، وكانت بمرحلة السادس الابتدائي، وبقيت مترددا في الاعتراف بحبي لها، رغم انها كانت تبادلني النظرات، لذا قررت أن أتكلم مع أحد الاصدقاء لتقديم المساعدة لي بهذا الموضوع، لكن من سوء حظي الصديق الذي اخترته لذلك الغرض بعد التحدث معه حولها اكتشفت أنه شقيقها.
في الغالب أن أكثر المواقف التي اتذكرها حتى الآن بزمننا في مرحلة المراهقة هي مؤلمة، لأنه كان كثير من الشباب باعمارنا يخفي احتياجاته وفكره انه يعبر عن رغبات مستحيلة، لانه ممنوع اخلاقيا ودينيا واعتقد هذه من اكبر العوائق، التي شكلت ثغرة لكثير من شبابنا، لأن مفهومنا للاشياء مرتبط بمفهوم قبلي ديني بحت، لكن بالغرب والعالم كله من الطبيعي ان يعبر الشاب والشابة عما يتمناه بشكل تلقائي، وليست هناك حدود ان ذلك الامر عيب ام لا، بقدر ما ان هذا الشيء صح او خطأ.. نحن مفهوم العيب أخذ منا الكثير.
*ممثل ومخرج