كلام في الديمقراطية

الصفحة الاخيرة 2021/11/10
...

حسن العاني 
من أعظم حسنات الديمقراطية، انها تسمح حتى لرجل مثلي بحمل رأس حمار في السياسة، أن يصول ويجول، ويقول ما في خاطره، ويعبر عن رأيه من دون حرج او خوف من السلطة او الحزب الحاكم او الاحزاب المتنفذة (إن عبارة من دون حرج او خوف) مجرد شعار لا يقدم ولا يؤخر، بدليل ان الانظمة الدكتاتورية والديمقراطية ترفعه على حد سواء، وبناء على ذلك ارى – وهو رأي يشاطرني فيه كل من يحمل رأساً مثل رأسي – إن اسوأ ما توصلت اليه البشرية من انظمة منذ بدء الخليقة عندما كانت المرأة هي قائد المجتمع والحاكم المطلق، الى عامنا المبارك هذا، هو النظام الديمقراطي، بعيداً عن الهرج والمرج والتطبيل والتزمير للديمقراطية ومبادئها (السامية)!.
وجهة النظر الخاصة هذه، لها ما يسوغها ويدعمها ويؤكد سلامتها، فقد ادركت بعد أن بلغت من العمر ما بلغت، أن الديمقراطية تتحدث بدون حياء، متباهيةً بمفهوم (الاكثرية والاقلية)، واقسم باللات وهبل لم اسمع في حياتي (نكتة) اظرف وامتع من هذه، ارجوكم لا تقتربوا من رأس الحمار، ولكن تأملوا رأيه وفكروا به ولو عن بعد: إن صاحب القرار يا سادة يا كرام من وجهة نظر الديمقراطية هو (العدد) اوالكم وليس (النوع)، بمعنى لو كان الرأي الصائب الذي يخدم المصلحة العامة مع الاقلية، فلا اهمية له، ويؤخذ برأي الاكثرية، ولو كان فيه اضرار بالمصلحة العامة، ومبدأ الاكثرية والاقلية الذي تفاخر به الديمقراطية، يعني فيما يعني بلغة {الحساب} البسيط، ان الاقلية لو كانت مكونة من (9) افراد على سبيل المثال، جميعهم من العلماء، والاكثرية مؤلفة من (36) فرداً جميعهم من السفهاء، فواضح أي رأي يجب أن يسود ويؤخذ به، واكاد اخرب من الضحك، لأن الديمقراطية، وفي ضوء المثال السابق تقول (على الاكثرية احترام رأي الاقلية) اي على السفهاء احترام العلماء، وعلى العلماء اطاعة السفهاء، والنتيجة باختصار شديد ان اصحاب القرار هم السفهاء!.
لا شيء استهواني في مبادئ الديمقراطية مثل (حرية التعبير عن الرأي)، ربما لأنني (محسوب) على الاعلام وامارس العمل الصحفي والاذاعي منذ اكثر من نصف قرن، والاعلامي الحقيقي كما هو معروف لايطالب بكسوة صيفية او شتوية او منحة سنوية مخجلة او حماية، وكل ما يطمح اليه هو حرية التعبير، ولا يوجد اعلامي واحد في العالم يريد حرية منقوصة، لا طعم لها ولا نكهة ولا جدوى، بمعنى: لا يريد أن (يقرأه) المسؤول او المعني، بل أن (يسمعه)، أي يتجاوب مع طروحاته المشروعة ويأخذ بها، لأن العبرة، أو المكافأة التي ينتظرها رجل الاعلام تتمثل بالفعل الملموس وليس بالوعود الوردية التي تسخر من الاعلامي، وقبل ذلك تضحك على الناس، 
وللحديث صلة.