واشنطن/ أ ف ب
اجتازت المهمة التجريبية لمركبة "دراغون كرو" من صنع "سبايس اكس" مرحلة صعبة مع التحامها بمحطة الفضاء الدولية على علو أكثر من 400 كيلومتر.
وأنجزت عملية التحام المركبة التي تحمل دمية على متنها عند الساعة 10,51 بتوقيت غرينيتش، بحسب ما أكد الرواد في المحطة مع رسالة مفادها أن "الالتحام جرى بسلاسة".
"سبايس اكس"
واقتربت المركبة تدريجاً من محطة الفضاء الدولية، مكيفة سرعتها ومسارها. وقد يخيّل لمتتبعي البثّ المباشر أن الالتحام جرى ببطء، لكنَّ الكبسولة والمحطة كانتا تدوران بسرعة 27 ألف كيلومتر في الساعة في مدار الأرض.واستغرق وصول "دراغون" إلى محطة الفضاء الدولية نحو 27 ساعة منذ إطلاقها من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا على متن صاروخ من صنع "سبايس اكس".ومن المفترض أن تعود المركبة إلى الغلاف الجوي الأرضي يوم غد الجمعة لتهبط في المحيط الأطلسي حيث ستعاد إلى قاعدة كاب كانافيرال. وستسهم أربع مظلات بإبطاء عملية الهبوط.
مركبة آمنة
ويُنتظر من هذه المهمة التجريبية أن تثبت أن المركبة الفضائية آمنة وموثوقة لرواد الفضاء المستقبليين. وعند التأكد من هذه الشروط، من المتوقع إطلاق أول رحلة مأهولة بحلول نهاية العام الحالي.
ومنذ سحب المكوكات الفضائية الأميركية من الخدمة سنة 2011 بعد تسييرها لثلاثين عاما، لم تعد سوى مركبات "سويوز" الروسية الصنع متوفّرة لنقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية ومنها.
وقد أنجزت "سبايس اكس" نحو 15 رحلة إلى المحطة منذ العام 2012، لكنها اقتصرت جميعها على تزويدها بالمؤن. وتستلزم الرحلات المأهولة مقاعد للركاب وهواء نقياً في بنية يكيّف فيها الضغط ودرجات الحرارة وأنظمة الإسعاف بطبيعة الحال.ومنذ 2010، وقعت الناسا عقودا تفوق قيمتها ثلاثة مليارات دولار مع "سبايس اكس" لتطوير هذه الخدمات الفضائية، وأخرى بقيمة 4,8 مليارات دولار مع مجموعة "بوينغ" التي تطور مركبتها الخاصة "ستارلاينر" مع رحلة تجريبية مرتقبة الشهر المقبل.
وعلى كلّ من الشركتين إجراء ست رحلات ذهابا وإيابا إلى محطة الفضاء الدولية من دون احتساب الرحلات التجريبية.
ويعود تاريخ هذه العقود الضخمة إلى سنة 2014. ولم تعد الناسا تصنّع بموجبها هكذا مركبات بل تكلّف شركات خاصة بهذه المهمة، في مقابل سعر ثابت قدره 2,6 مليار دولار لـ "سبايس اكس" لست رحلات ذهابا وإيابا.
تخفيض التكاليف
واتّخذت هذه القرارات في عهد الرئيس باراك أوباما، لكنها تطبّق في عهد خلفه دونالد ترامب بسبب التأخّر في تطوير البرامج ذات الصلة.
وغرّد الرئيس الجمهوري "بفضلنا، تحقّق الناسا إنجازا جديدا. يا لها من خطوة رائعة وموفّقة! تهانينا لسبايس اكس وللجميع".وتركّز وكالة الفضاء الأميركية منذ العام 2017 على استكشاف القمر. وقد منحها الكونغرس ميزانية بقيمة 21,5 مليار دولار للعام 2019. وأوضح رئيس الوكالة جيم برايدنستاين أن الناسا تسعى إلى تخفيض التكاليف المرتبطة بالمهمات المنفّذة في مدار منخفض، لتكرّس مواردها لتشييد محطة صغيرة تدور في مدار القمر بحلول 2020. وتنوي إدارة ترامب التوقّف عن تمويل برامج محطة الفضاء الدولية اعتبارا من 2025.وقال برايدنستاين السبت "إنه يوم عظيم لسبايس اكس ولوكالة ناسا. نحن على وشك إطلاق رواد فضاء أميركيين بواسطة صواريخ أميركية من الأراضي الأميركية للمرة الأولى منذ سحب المركبات الفضائية من الخدمة في 2011".وقد أقرّ إلون ماسك الذي أسّس "سبايس اكس" سنة 2002 بأن رحلات "دراغون" ليست في قلب أولويات شركته. ويبدو أن مشاريعه لغزو الفضاء هي أوسع نطاقا بكثير. وهو صرّح خلال مؤتمر صحافي السبت بمناسبة إطلاق المركبة الجديدة "يجدر بنا أن ننشئ قاعدة مأهولة على القمر وأن نرسل أشخاصا إلى المريخ ليبقوا هناك".