فوضى مجتمعية.. أم تجاهل لسلطة القانون؟

آراء 2019/03/08
...

وليد خالد الزيدي
الظواهر السلبية التي تعيق تقدم المجتمع وتهدد المنظومة الأخلاقية والتربوية بسلوكيات غير سوية وأساليب منحرفة،تضعف الوجود الأسري وتفكك الروابط المقدسة وتحدث ثلمه كبيرة في كرامة الإنسان وتفقده ابسط مقومات الحياة التي يجب أن يعيشها في ظل مجتمع يسوده العدل وتراعى فيه القيم المتوارثة التي تحكم طبيعة العلاقات بين الناس,لكن بعض ما نراه اليوم في مجتمعنا أمر محزن حيث بدأت بعض الأسر تفقد ركائز بنائها ودعائم ديمومتها ما يعكر الأجواء العامة بصور خادشة للحياة وجارحة للشعور الإنساني,فهناك من لا يوقر كبيرا ولا يستعطف صغيرا,وغدت ظواهر لافتة اقل ما يقال عنها إنها فوضى لا تنتهي إلى سبل سليمة أو ترسو على ضفاف آمنة لبناء مجتمعي رصين.
فظاهرة تعنيف الأطفال من قبل والديهم,وهجرة النساء من قبل أزواجهن, فضلا عن إهمال الأبناء لوالديهم من كبار السن ونهرهما,كل تلك السلوكيات عنف أيضا لكن بشكل آخر,فتلك ظواهر مجتمعية لا تنم عن أدنى مستوى المسؤولية الإنسانية التي يفترض أن يتحلى بها كل من له القدرة على التأثير في الآخرين  كأقربائه,الأبناء أو الزوجة أو الأب أو الأم,فما نراه اليوم من أساليب وحشية من بعض الآباء أو الأمهات في التعامل غير السوي مع الأبناء وهم بعمر الورود,هو خطر محدق بالأجيال المقبلة,فذلك أب يعنف أبنائه,ويعاقبهم لرسوبهم في الدروس بطريقة الكي في النار,وآخر يشترك مع زوجته بقتل ابنتهما بطريقة وحشية,وكأننا عدنا إلى أيام الجاهلية وما تحفظه لنا من تعامل مع البنات وطمرهن وهن أحياء في التراب حال ولادتهن,وهذا الذي يهجر زوجنه لمجرد انه تعرف على فتاة أجمل منها,وكان الزواج محطة استراحة عابرة على طريق سفرة صيد سهل,وأبناء يتنكرون لجميل والديهم,حينما كانوا صغارا,وبعدما اشتدت سواعدهم حملوهم إلى دور الإيواء أو تركهم في زوايا بيوتهم بلا رعاية ولا احترام,وبلا ادني رحمة ولا شفقة متناسين أمر الله في برهما والإحسان لهما عند الكبر وفي معنى لحديث نبوي شريف قول الرسول محمد(ص) لا يدخل الجنة معي عاق لوالديه.
في بعض الأمور يرتكب الأبناء مخالفات قانونية حينما يدعون إن أبائهم فقدوا الذاكرة وأصيبوا بداء النسيان أو الجنون فيضعونهم على قارعة الطريق,أو يودعوهم دور العجزة,
متجاهلين إن للآباء عند الكبر حق العيش في منازلهم التي شيدوها بكدهم و صبرهم وكفاحهم أثناء فترة شبابهم,فتلك ظواهر لا مناص من الوقوف عندها بروية لمعالجتها وإنهاء تأثيراتها على عموم أبناء المجتمع,
وحذرت المرجعية الدينية العليا من مغبة الفوضى وتدهور المجتمع بسبب غياب سلطة القانون أو تجاهله ومخالفة القيم السائدة.
وقالت المرجعية مؤخرا خلال إحدى خطب الجمعة من الصحن الحسيني الشريف من الضروري وجود رادع  لأي فوضى تهدد المنظومة المجتمعية في العراق,فالابن  يجب ألا يجرأ على التكلم مع أبيه كلاماً سيئا,وليهذب نفسه على حفظ المقامات,وليكون هناك رادع ديني أو قانوني أو عرفي أو أخلاقي يمنع ارتكاب المعاصي.
وأضافت من غير الصحيح لأي شخصية أن تخالف القانون ولابد من حاضنة لمنع تدهور المجتمع حيث كثرت شواهد  الظواهر السلبية المخالفة للأعراف والشريعة والقانون.
وهنا لابد من التذكير بان تلك الظواهر تشكل تحد كبير ومنزلق خطير يؤسس لثقافة التحلل الأسري وهذا أمر دخيل على بلدنا,لان أفراد المجتمع العراقي على قدر عال من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية التي عُرِفوا بها,َمن قيم اجتماعية وتمسك بإحكام الشريعة وسلطة القانون في أصعب الظروف وأكثرها تعقيدا وفي ظل تحديات 
ومخاطر عدة.