أزهر جرجيس: لا نملك ذاكرة أبدية لكننا نكتب

الصفحة الاخيرة 2021/11/13
...

 الصباح : 
نوارة محمد
 كتب في الصحف ساخرا من الواقع، ومعانداً للموت، وشهد صراع الهوايات واستمع لأزيز الرصاص وضجيج المفخخات، وبرع في تجسيدها ليمزج بين سذاجة الواقع ومفارقاته بكوميديا سوداء، انه يكتب كي لا تموت الحكايات مرتين، وحين تطارده مشاهد الموت وتحاصر ذاكرته قسوة الحروب، وتعصر روحه مرارة الغربة يلجأ الى بياض الورق.
 انه الكاتب والروائي العراقي المغترب أزهر جرجيس الذي احتفت به مؤسسة المحطة الثقافية يوم الأربعاء الماضي، في جلسة قدمها الدكتور احمد حسين الظفيري، وبحضور وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم وبعض الشباب الحالمين، سرقنا الزمن فوجدنا أنفسنا مستمعين جيدين لرحلة بدأت متأخرة مع الكتابة لكنها غنية بالابداع. 
جرجيس الذي ولد العام 1973 في بغداد حدثنا عن طفولته وعن أول الكتب التي اقتناها خلسة اذ 
يقول: «كوني ولدت فضوليا ومحبا للأدب الحديث وشعره كان عليّ دفع الضريبة، لاسيما ان والدي المدير الكلاسيكي يرفض الحداثة 
وما يرتبط بها شعراً ونثراً وهذا اول عائق واجهته في اول اشواط 
رحلتي». 
بدأ العمل في الصحافة منذ العام 2003 ونشر العديد من المقالات والقصص القصيرة في الصحف المحلية والعربية، وبصدد الحديث عن بداياته قال: «كتبت المقالات الساخرة لكنها ومع مرور الوقت بدأت تتلاشى وتختفي من المواقع الالكترونية تدريجياً، لذلك جمعتها وطبعت في احدى مكتبات الباب المعظم  لتفتح لي بابا جديدا مع الكتابة ورحلة لا اعرف متى ستنتهي».
ويكمل حديثه عن تجربته مع السفر وما مدى علاقة ذلك بكتابة الرواية وعن روايته «النوم في حقل الكزر»، كاشفا أن «تجربتي مع السفر صنعتني وأضافت لي، وانا ومن دون مقدمات وجدت نفسي وحيداً ليس هنالك ما افعله سوى الجلوس مع الحاسوب والكيبورد، أكتب ساعات وأعدل ساعات أخرى وفي أجواء مظلمة وطقوس شديدة البرودة لم تخذلني مخيلتي في إنتاج تلك الرواية».
وفي حديث لـ «الصباح»، يبين أن فصول حكايته مع المقالة الساخرة المقاصة لم تنته بعد، مضيفا «هنالك نية للعودة لكتابة الأعمدة اليومية لو اتيحت لي الفرصة، فانا انتمي لذلك الجزء بشكل كبير»، مبشرا محبيه بعودة قريبة الى الحبيبة بغداد، فالفجوة تكبر كلما بعدت المسافة وهذا ما يؤلمه.