كربلاء : صلاح السيلاوي  

 

تحت شعار (خذ الكتاب بقوّة.. محاولة لتدوين سيرة الباطن، للركض عبر برية الكتاب)، أقام متحف صلاح حيثاني على قاعته في حي المعلمين وسط كربلاء معرضا للكتب المرسومة يدويا أو المنفذة بتقنيات الحفر الطباعي المختلفة، وقد عرضت على هامشه مجموعة مختلفة من المخطوطات واللفائف والكتب التوريقية التي تعود إلى حضارات عديدة. كما اشتمل المعرض على كتب مصورة ونادرة تعود إلى القرن السابع والثامن والتاسع عشر والعشرين. 

ضم المعرض مخطوطات نادرة جدا من مصاحف ورسائل صوفية وكتب مطوية وكتب لإحدى اللغات الميتة وتميزت الكتب والمخطوطات بتنوعها وانتمائها لثقافات وديانات

متعددة. 

وتحدث الشاعر صلاح حيثاني صاحب المتحف ومديره لـ «الصباح» عن فكرة الفعالية وأهميتها بقوله: الفعالية مستمدة من الكتاب وحياته الداخلية، فنحن هنا نحتفي بالكتاب من خلال مجموعة من المخطوطات والمصاحف بما فيها مصحف مغولي نادر وبغدادي وعثماني وإيراني. وهي مجموعة من المصاحف تمثل عددا من مدارس الخط العربي والزخرفة وكما معلوم إن اول سورتين بالقرآن هما الفاتحة والبقرة يخضعان لعملية تزيين كبرى ومن خلال عملية التزيين نستطيع معرفة الحضارة التي ينتمي لها الكتاب والمدرسة الفنية عبر نوعية الأحبار والزخرفة نفسها سواءً أكانت هندسية او شجرية  فضلا عن طبيعة ونوعية الخط.

 كما عرضنا مجموعة من الرسائل الصوفية والكتب المطوية وهذه الكتب كان فيها لفائف قرآنية ولفيفة يزيد طولها على ثلاثة امتار يعتقد أنها كتبت في كربلاء قبل 300 سنة وكتب توريقية أفقية للانجيل الحبشي على الجلد وكتب سومطرة النادرة على اعتبار ان اللغة السومطرية اصبحت ميتة غير معمول بها، وبعض الكتب الاخرى من ضمنها مصاحف قرآنية صغيرة جدا جدا.

وعن القسم الآخر من المعرض قال حيثاني:  يحتوي هذا القسم كتبا نادرة جدا مطبوعة في القرن السابع عشر ومنها كتاب رفاييلو الذي أمر البابا بحفر نسخ معدودة جدا منه على معدن الزنك او النحاس، وقد نجت من هذا الكتاب خمسة نسخ فقط  في العالم كله، إحداها نمتلكها في متحف صلاح حيثاني ونقدمها للجمهور بامتنان كبير.

 ومن كتب القرن الثامن عشر كتاب بيكارت هذا الكتاب المهم الذي يتناول به مجموعة ضخمة من اعمال القرن السابع عشر بعد جولة قام فيها في كل من هولندا والاراضي الخفيضة من اجل جمع اعمال عدد من الفنانين وانزلها بكتاب ولكن المؤلم انه مات قبل صدور الكتاب بسنة في 1734 وقد صدر بنسخ معدودة جدا جدا، ولهذا الحصول على نسخة منه يعتبر مهما لاحتوائه على اعمال اصلية للفنانين، وهذا الكتاب تم عرضه في المتحف. وعرضنا مجموعة من الكتب المنفذة بالليتو على الحجر لماكس ارنست ولسلفادور دالي وبان دونكن وبيكاسو ولفنانين كثيرين آخرين، فضلا عن عرض كتب مسرحيات مولير بطبعاتها الاولى وكتب كثيرة بطبعاتها المبكرة جدا والاولى والنادرة بالوقت نفسه.

وأضاف أيضا: أما الجانب الأهم الذي من أجله أقيم المعرض فهو الكتب المرسومة يدويا من قبل فنانين عرضنا من خلاله مجموعة كبيرة من الكتب لفنانين عراقيين مرموقين من ضمنهم فاخر محمد ومحمود شبر وعاصم عبد الامير ويسرى العبادي وتمارا انباري وعصام عبد الاله ومحمد حاتم وهاشم تايه ومحمد فرادي وصادق كويش وصلاح حيثاني ومحمد زاير، فضلا عن كتب أخرى لستار لقمان ويحيى الشيخ وطالب جبار، والفكرة من المعرض هي عملية جعل الناس بمواجهة العمل الجمالي كحالة كاملة، فالعمل والفعل الجمالي حالة يحتاجها المجتمع بعد سنوات من عمليات تدمير ذائقته الجمالية، ونحن نحاول ان نخلق مجموعة صلات بيننا وبين المتلقي من اجل جعل كل شيء ممكنا ومتاحا، علما أن كل فعاليتنا مجانية بالكامل وتشمل الدخول والضيافة وهو عمل نبذله لوجه العراق، وبسعادة كبيرة نقدم هذه الاشياء من اجل خلق هذه الصلات وإعادة الجمال كحالة كاملة بنسيج مجتمعنا.