اعداد : اسرة ومجتمع
تسعى الاسرة جاهدة الى توفير الرفاهية لابنائها بما يعزز الحياة الكريمة لهم مع قسط وفير من التعليم والعمل على تنمية المنظومة الاخلاقية والمجتمعية، الا انه وفي ذروة الثورة المعلوماتية الهائلة وما رافقها من تحديثات اخذ الابناء ينزوون في غرف نومهم ومعهم وسائل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الأجهزة اللوحية وشاشات التلفزيون والحواسيب والألعاب الإلكترونية وغيرها.
وافرز ذلك أزمات حادة في بنية الاسرة وحالة انفصال شبه كلي عن اجوائها وهذا ثمن يدفعه الأهل ويتمثل في قلة التواصل مع الأبناء وانشغالهم الدائم بعالمهم الافتراضي ولا ينفع معهم النصح والارشاد، لتقف الأسرة عاجزة عن إحياء "لمة" أفرادها حول مائدة الطعام أو جلسة حديث يشارك فيها الجميع.
ترى د. أسماء الدرمكي، دكتوراه في علم الاجتماع، أن الأسرة التقليدية البسيطة سابقاً نجحت في صقل شخصية الطفل من دون أن تدري، من خلال الاعتماد عليه وهو في سن صغيرة، أما في الوقت الحالي ومع التقدم الذي نعيشه في ظل العولمة، تغير شكل المجتمع وزادت المتطلبات نتيجة ارتفاع مستوى الرفاهية التي نشهدها اليوم ما خلق نوعاً من انعزال الأسرة الذي ترتب عليه انعزال الطفل نفسه عن بقية أقرانه، وسيطرة الحياة الإلكترونية على طبيعة تنشئته، بجانب زيادة التدخلات الخارجية التي تؤثر فيه، وهو ما أدى إلى تراجع دور الوالدين، مع كل هذه المسببات زادت العزلة وزاد معها شغف العالم الافتراضي الذي حول رغبة الطفل لاكتشاف العالم وإشباع حاجته من التعلم باللجوء إلى خيال افتراضي يبحث فيه فقط عن امتلاك كل أدواته وبرامجه وأحدث
إصداراته.
وتكمل: الانعزال الافتراضي ينشئ طفلاً هادئاً قليل الحركة في البيت، وهو ما قد يسعد أحياناً الآباء والأمهات من دون الوعي بتأثير ذلك في تكوينه النفسي والاجتماعي، فالتطور مطلوب من غير الخروج عن نمط الأسرة البسيطة، وأرى أن الحلول تتمثل في:
* الحرص على التشارك في الوجبات سواء كانت الغداء أو العشاء واحترام جميع أفراد الأسرة.
* المحافظة على فتح المجال للنقاش الجماعي للمشكلات التي تواجه الأسرة وأخذ رأي الأبناء فيها.
* طرح الأسئلة وفتح المجال لمناقشة قضايا أخرى حياتية لمعرفة رأيهم بشأنها.
* تعزيز وجود الأصدقاء والانخراط في الأنشطة والبرامج الاجتماعية مثل الالتحاق بالنوادي الرياضية والبرامج الكشفية التي لها دور كبير في صقل شخصية الطفل وتعزيز استقلاليته وحسن تصرفه.
* العمل على ضرورة تقنين استخدام الهواتف الذكية والبرامج الإلكترونية لساعات معينة وليس حرمانهم منها.
* زيارة الأقارب والأجداد وتعزيز صلة الرحم وتأكيد حضور الطفل الاجتماعي في المناسبات الاسرية ومشاركة أقرانه في
اللعب.