متى يُسْتَكمَلُ الإيمان ؟

اسرة ومجتمع 2021/11/13
...

 حسين الصدر
 
- 1 -
سؤال خطير ومثير ، وإننا جميعا مؤمنون والحمد لله ، ولكنّ السؤال ليس عن الوجود والعدم وأنّما هو عن الوجود الايماني الناقص والتام.
ومن المهم للغاية أنْ نفهم الحقيقة ليتسنى لنا تدارك
النقص .
 
- 2 -
لقد جاء تحديد الايمان كاملاً في حديث روي عن الرسول الاعظم (ص) قال فيه :
« مَنْ أحبّ لله ، 
وأبغضَ للهِ ،
وأعطى للهِ ،
ومَنَعَ لله ،
فقد استكمل الايمان « .
 
- 3 -
اننا نحب الكثيرين من الناس ، وقد نبغض آخرين ، وقد نسارع الى البذل والانفاق، وربما تمنعُ أنفسنا من العطاء في كثير من الأحايين، كلُّ ذلك موجود ، يتفاوت نصيبُ كلِّ واحد منا فيه عن غيره.
والسؤال الآن :
هل نُحبّ شخصية معيّنة أو جهة معنية بالمعيار الذي نُكمل به ايماننا؟
اننا نحبهم بدواع مصلحيّة، وجذرها الحقيقي حُبُّ أنفسنا ، ومِثْلُ هذا الحُبّ المصلحي لا يصلح أنْ يكون عاملاً من عوامل استكمال الايمان، أمّا اذا كان الحُبّ بمعيار رساليّ خالص لا تشوبه الأهواء والأغراض الشخصية ... وينطلق مِنْ حُبِّنا العميق للرب العظيم، فهذا هو أفضل ألوان الحب الموّار بعطر
الايمان .
انك لا تستطيع أنْ تُحِبَّ فاسداً ولا مفسداً ،ولا فارساً من فرسان القرصنة والنهب للمال العام تحت عنوان الحب لله ، ذلك ان الله لا يحب الاّ الابرار النزيهين .
إنّ بعضهم يحب رموز الفساد لأنهم عَيّنوا له ولداً أو بنتا ، وكان ذلك سببا في تخفيف أعبائه الملقاة على عاتقه ، ومن أجل ذلك فهم يغضون الطرف عن كلّ ما يتسم به هذا “ الخادع “ من سمات الدونية والانحدار الأخلاقي . 
وقد يُبغضون بسبب رفض طلباتهم المحمومة مسؤولاً آخر لم يستجب لرغبتهم في اختراق الضوابط والموازين ..!!
وبالتالي فهم يبغضون مَنْ لم يَجْنِ اساءةً أو ذنباً بحقّهم وانّما يبغضون رجلاً آثر تقديم الصالح العام على مصلحته الشخصية .
وِمْثُل هذا الانسان لابُدَّ أنْ يحترم، ويُحب بدلاً مِنْ أنّ يبغض ، وما يقال في الحب والبغض يقال في المنع والعطاء أذا دارا مدار المصالح الشخصية، ولا يكونان الاّ وفق معادلات الربح والخسارة .
لقد نُقل لنا أنَّ أحد المرشحين للانتخابات النيابية العامة التي جرت في 10/ 10 /2021 قام بجلب مولدة كهرباء الى منطقة تشكو من كثرة انقطاع التيار الكهربائي عنها، مشترطا عليهم أنْ يصوتوا لصالِحِه في الانتخابات، وحين يتقّن الفشل بادر الى سحب المولدة الكهربائية التي وضعها في تلك المنطقة ..!!
ومِثْلُ هذا الانفاق الرخيص قبل الانتخابات، والمنع اللئيم بعد الفشل فيها، يكشفان عن حقيقة المرشح الكذوب الذي ربط عطاءه ومنعه بمصالحه الذاتية بعيداً عن حسابات التقرب الى الله،
وهل من المعقول ان يكون ذلك مصدراً من مصادر استكمال الايمان ؟
انّ القصد الموضوعي واضح القسمات والملامح حينما يكون الحُبَّ في الله ، والبغض في الله، والعطاء من أجل مرضاة الله ، والمنع تحاشيا لسخط الله .
وبهذا يستكمل الايمان ، لا بالخداع واللف والدوران .
وهنا تكمن العظة .