ثرثرة فوق المستطيل

الرياضة 2021/11/16
...

خالد جاسم
 
في واقعنا الكروي الممتلئ غرائب وعجائب ومتناقضات تجد الكثير من محترفي الثرثرة ومن فرضتهم الصدفة وصنعتهم الظروف الشاذة وهم من صنف  يسمى بائعوا الكلام , لا سيما في عالم التدريب الصعب الذي اختلط فيه الحابل بالنابل بعد أن ازدحمت الساحة التدريبية بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان وأصحابها لايجيدون من فنون التدريب وأدواته الحاذقة ومواصفاته الصعبة إلا الكلام الذي لا يخضع في كثير من المواقف وفي زمن الفوضى الراهن لأي ضرائب مهنية أو كوابح  اخلاقية ,فصارت مهنة التدريب ميدانا خصبا لزراعة أنواع هجينة وعجيبة لمن تحق تسميتهم بطفيليات التدريب الذين تغص بهم الساحة .وأمام انزواء الكثير من الأسماء والعناوين التدريبية المحترمة والرصينة التي اختارت العزلة الإجبارية وليس الاعتزال تارة , أو فضل أصحابها الصمت أمام أصحاب الصراخ ومحترفي الثرثرة تارة أخرى. 
ووسط غياب الضوابط والمعايير الفنية التي تفرز الغث عن السمين وتضع تصنيفا موضوعيا للعاملين في مهنة التدريب , تبقى شعلة الأمل متقدة وقاعدة التفاؤل رحبة ولو بعد حين برغم العتمة المزدانة بتشاؤم واقعي تفرضه منظومة الفوضى السائدة التي امتزجت فيها الألوان وتداخلت معها الخنادق وتاه في دروبها  الصدق وصار فيها الكذب سيد المواقف مع ان حكمة لا يصح إلا الصحيح تبقى راسخة على أرض الحقيقة . 
وعندما نتعكز على المستقبل القريب عسى ان ينبلج الصبح وتشرق الشمس كما عهدناها لتذيب كل ماهو مصنوع من شمع الخديعة وتحترق تحت حرارة شعاعها أوراق الزيف وماركات التزوير وتزرع تحت ظلالها روح التفاؤل بأهل الجدارة وأصحاب الكفاءة الحقيقية ليأخذ كل منهم دوره المغيب ومكانته المهمشة وتنحسر أمواج المزيفين ويودعوا في سلة المهملات ,استذكر هنا وبلا ذكر أسماء محددة نماذج تدريبية غرس أصحابها في نفوسنا كل ماهو جميل ونبيل ليس في مقاييس النجاح وحجم المنجزات حسب ولا في الجدارة التدريبية والمواصفات المتكاملة في المهنة الأصعب فقط  بل وفي الأخلاق الرفيعة والسلوك الحسن بما في ذلك الصدق والتواضع والإيثار والتسامح والسمو بالذات عن كل ماهو زائف ووقتي ومصلحي , والأهم من كل ذلك احترام النفس واحترام المهنة وزملائها .