من كورونا إلى أوميكرون

الصفحة الاخيرة 2021/11/28
...

عبد الهادي مهودر

قلق جديد يلف العالم قادماً هذه المرة من جنوب افريقيا، قلق سيزيد العذابات ويعرقل عودة الحياة الى طبيعتها، إذا تأكد أن المتحور الجديد (اوميكرون  هو اخطر واسوأ من سابقه وأشد فتكاً وعدوى، فاقتصادات الدول بدأت للتو بتنفيذ خطط الانعاش والتعافي، وارتفعت اسعار النفط بشكل ملحوظ، وعاد الجمهور الرياضي الى مدرجات الملاعب بعد غياب طويل، والجامعات والمدارس فتحت ابوابها حضورياً، وانخفض سعر الكمامات الى ادنى مستوى، ولم يعد سهلاً بعد جرعة الأمل الكبيرة بالخلاص من (كورونا) أن تتقبل البشرية العودة مرةً ثانية الى سجن الاغلاق الرهيب ووقف الرحلات الجوية وإلزام الناس بالتباعد الاجتماعي الصارم، ناهيك عن فرض ارتداء الكمامات الذي تراجع الالتزام به كثيراً، لكن يبدو أننا في كل مرةٍ نتغاضى ونشكك ثم نصدّق ونرضخ للأمر الواقع بعد أن يأتينا اليقين بزيادة عدد الاصابات والوفيات، وإذا كانت الصين قد انكرت في بادئ الأمر وتهاونت في الاعلان عن فيروسها، فقد اعربت جنوب افريقيا عن استيائها من ردود الافعال العالمية واعتبرت ايقاف الرحلات الجوية منها واليها معاقبة لها لاكتشاف علمائها الفيروس المتحور الجديد، وتشابهت مواقف الدولتين، الصين وجنوب افريقيا، في التقليل من خطره دفاعاً عن السمعة الدولية ودفعاً لشماتة الاعداء، واليوم وقد فرض عدد من الدول العربية والمجاورة للعراق حظراً على الرحلات الجوية مع جنوب افريقيا سيكون لزاماً أن نقلق تماشياً مع منظمة الصحة العالمية التي اعربت عن قلقها، ولكن لنبحث عن حلول واقعية ممكنة التطبيق ولتفكر الجهات المعنية بوضع آليات واجراءات مختلفة هذه المرة تضمن درء الخطر وتسمح للحياة بالاستمرار وللتجوال الحر وللاقتصاد أن ينمو وللناس أن تعمل لتعيش، فهذه الحرب قد تطول والسلالات تجر السلالات من دون نهاية قريبة لهذا النفق المرعب وفيروساته المتجددة التي لو جوبهت بالاغلاق التام مجدداً فستكون الخسائر المادية والنفسية أفدح من خسائر الاصابة بفيروس (كورونا واوميكرون ) مجتمعين، ومع خيارات المواجهة المحدودة سنكون بين أن ندع القلق ونبدأ الحياة كما ينصح الكاتب الاميركي (الفايخ ) ديل كارنيجي في كتابه الحالم الشهير، او ندع الحياة ونعيش في دوامة القلق من جديد، و كما يقول الشاعر الراحل عريان السيد خلف(غم ذاك العمر من ينگضي تعِلعِل).