لمياء نعمان
لم يأت العريس لسنوات وبلغ عمرها 31 عاما فاضطرت الى القبول بشخص يكبرها بـ24 عاما وهو متزوج ولديه أولاد وأحفاد أيضا وهي ستكون الزوجة الثانية، خافت من ظروف الحياة الصعبة التي تواجهها، فهي تسكن مع عمتها، ووالدها ووالدتها متوفيان وأخوتها مقيمون خارج العراق، كيف سيكون مصيرها لو عمتها وافاها الأجل ،،هكذا حالها وقولها لا أحد عندي كما قالت نجلاء ظافر، لذا سأتزوج حتى لو يكبرني بعقدين من الزمن، فعلى الأقل سأنجب طفلا أو طفلين يحببانني في الحياة، أنا لا أريد البقاء وحيدة
واضطرت الدكتورة سناء فيصل الى الرضوخ والقبول بسائقها الشاب والذي يقضي مشاويرها وهو أحد جيرانهم ،،وقد أصبحت بعمر 34 عاما ولم تتزوج حتى الان، ولم تهتم لأحاديث زميلاتها في المستشفى، فلا يوجد عرسان ولاتوجداختيارات لتفضيل الآخر عليه، لذا قبلت به وسكنت مع أهلها في غرفتها الكبيرة وأكملت لتضيف الخدمات الاخرى ليمكنها الى الاستقلال عن أهلها .. المعلمة ساجدة عبد الرحمن خطبها حارس المدرسة وهو في الثلاثين من عمره فقد أعجبته، وضحكت في بادئ الامر وأهانته لفارق المستوى الاجتماعي والثقافي كيف تتزوج منه وهو لم يكمل المتوسطة، وبعد الحاحه وطلبه للزواج مرة أخرى وفي نهاية العام الدراسي تزوجت منه حتى لا تبقى” عانسا” كما سيشار لها مستقبلا وقالت سأكون أما وزوجة وهو شاب مثابر ويحبني وسيكمل دراسته
ان شاء الله ..
أما الموظفة “ زينة هشام “ فقد طلبها للزواج احد حمايات وزير (..... ) ويقول لها سيكون لك بيت ولزوجتي بيت آخر، لم تقبل به فلديه ثلاثة أطفال وحاول معها للقبول به، لكنها رفضت بشدة لأنه متزوج..وتقول حتى لو أبقى دون زواج لاني أرفض هدم أواصرعائلة...
المحامية ليلى فؤاد حسين اضطرت للقبول بشاب طلق زوجته لخيانتها ولديه طفل منها وهو لم يكمل دراسته الاعدادية ويعمل كاسبا ويشتغل في أي مجال مهني ليحصل على موارد مالية، وكما حدثتنا بالقول: إن الذين تقدموا لها لخطبتها متزوجون وكبار في السن ولديهم أطفال ويتحدثون بكلامهم عن الحب بشكل شاعري ورومانسي وكأننا نعيش مسلسلا تركيا، لكن مشاعرهم خالية من الصدق وكاذبون لذا قبلت بهذا الكاسب الذي لم يخدعني وسأبني حياتي معه على البساطة والتقشف رغم أنني الصغيرة في العائلة والمدللة ومتوفر لي كل شيء وسأجد صعوبة في التكيف في الحياة البسيطة التي سأعيشها مع زوجي ...
أبو حسان المقاول تزوج بشابة جميلة على الرغم من زواجه لمرتين ولديه أولاد كبار، الا أنه أراد تجديد حياته وشبابه بزواج ثالث، والشابة الجميلة وافقت لأنه يمتلك كل مقومات الحياة الا شبابه ووقته ...وحسبما تشير الى أنها تريد أسرة خاصة بها وأطفالا تحبهم وتربيهم وهي من عائلة بسيطة وتريد العيش برفاهية، لكنها نسيت شبابها الذي ستدفنه مع هكذا زواج .. ظروف المجتمع العراقي تغيرت كثيرا والمعضلة هي في قلة الذكور من الشباب والمتبقي من شبابنا يستصعب الزواج بسبب تكاليفه الباهظة، وربما سيكون الشاب والرجل عندنا في العراق “ عملة صعبة “ والمشكلة تحصل في دول أوروبية أيضا ..وترافق المشكلة كذلك هجرة شبابنا الى خارج العراق أو ما صاحب من ظروف القتل والتفجيرات لأيام الطائفية البغيضة وتضاف هذه الأسباب الى وضع جديد تمر به الأسر الجديدة وهي أن نسبة من المتزوجين الجدد لا يمكنهم الانجاب بسبب ظروف العراق القاهرة من حروب وقتال وتفجيرات وقنابل، كلها أثرت بشكل فاعل على الحالة النفسية للشباب وعلى حياتهم الزوجية وهي مشكلة لم تعلن بعد لكنها معروفه لدى الأطباء والطبيبات ،،والأدوية والمنشطات التي تؤخذ تسبب أمراضا جانبية وتحول الحياة الزوجية الى مرتع للمشاكل
والخصومات،
ولكن كما يقول الرجال عادة أن ديننا يسمح بالزواج بأربع، لذا يبحث المتزوج وليس الشاب عن حياة جديدة فيتزوج الثانية مما يوُلد مشاكل هو في غنى عنها ..أما الشباب فهم متخوفون من الخوض في درب الزواج بسبب المهور العالية وتكاليفه المرتفعة جدا، اضافة لصعوبة الحياة وتوفير ما يمكن توفيره من مستوى معيشي يليق بالزوجين.
الآن وبسبب الظروف الاجتماعية وخوف الأهل على بناتهم يقومون بتزويجهن وهن صغيرات للتخلص من مسؤوليتهن الاجتماعية والعائلية، ولكن تحدث مشاكل عديدة بين المتزوجين الذين يفتقدون للنضج والعقل والتفكير لحل مشاكل حياتهم الجديدة .
ولأتفه الأسباب يتم الطلاق وهذا ما سيضيف مشكلة اخرى في قلة الزواج من المطلقات وهي قضية اجتماعية صعبة للغاية ،،هذا ما حدثتنا به الباحثة الاجتماعية نورة عادل رعد من محكمة الكرخ، وتضيف تتفاقم حالات الطلاق بسبب التباين في أعمار المتزوجين، فمنهم صغار جدا ومنهم الكبار الذين يتزوجون بالصغيرات والتوافقات بين أكثر الزيجات بعيدة كل البعد عن مفهوم الزواج: المتكافئ.
أما المحامية ندى اسماعيل فتقول أفرح حينما اكمل معاملات الزواج باعتباري محامية وأتمنى للمتزوجين كل الخير، لكنني أستغرب من حالات اختلاف العمر والتوافق الثقافي والاجتماعي للمتزوجين منهم، لكن وضع المجتمع مضطرب ونرى ما لا يمكن أن يصدقه العقل، والمحاكم فيها دعاوى كثيرة بخصوص الافتراق والطلاق والسبب هو زواج غير متكافئ عكس ما كان في الماضي، فالزواج يبقى حتى وفاة أحد الزوجين.