بغداد/ الصباح طهران / صالح الشيخ خلف
وصفت مصادر مطلعة الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية حسن روحاني الى بغداد يوم غد الاثنين بـ»المهمة»، على خلفية الموضوعات التي يناقشها مع المسؤولين العراقيين خصوصا وان العراق يتطلع الى طي مرحلة مهمة من حياته السياسية بعد القضاء على عصابات «داعش» وتحرير ارضه وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
وقال الرئیس روحاني، أمس السبت، خلال تسلمه اوراق اعتماد سفير بغداد الجدید لدی طهران عبد الرحمن سعد جواد قندیل، ان هناك امكانیات كبیرة تتمتع بها طهران وبغداد یمكن استخدامها لتوطید التعاون بینهما أكثر فأكثر، عاداً العلاقات بین الشعبین الایراني والعراقي رصیدا یمكن توظیفه لتعمیق العلاقات الثنائیة في شتی المجالات.
واضاف روحاني ان «ایران حكومة وشعبا تتطلع إلی تكریس الامن والاستقرار في العراق وتحقیق التنمیة فیه باعتباره بلدا جارا وشقیقا لایران»، مؤكدا ان «الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة طالما وقفت وستقف الی جانب العراق حكومة وشعبا في مختلف المجالات والظروف كبلد شقیق له».
وفي إشارته إلى زيارته المرتقبة إلى العراق، أعرب الرئيس الإيراني عن امله بان «تتمخض عن التوصل الی اتفاقیات قیمة ومهمة في اطار تمتین العلاقات بین البلدین الشقیقین والصدیقین».
من جانبه قدم السفير قندیل اوراق اعتماده واعرب عن رغبة العراق في تعزیز العلاقات مع ایران في كافة الاصعدة، مؤكدا ان «العراق یعتبر ایران من اهم دول المنطقة ومن هذا المنطلق یعمل علی توسيع وتوطید العلاقات معها اكثر فاكثر».
وتابع ان «جميع الظروف مهيأة في العراق لنجاح زيارة الرئیس الایراني»، معربا عن امله بان «تشكل الاتفاقيات التي ستتمخض عن الزیارة خطوة قیمة في اطار تمتین العلاقات بین البلدین اكثر مما مضی».
في غضون ذلك، قال مصدر في الرئاسة الايرانية لـ»الصباح»: ان الحكومة الايرانية تتفهم الاوضاع التي يمر بها العراق، والاجواء المحيطة به خصوصا تلك المتعلقة بالعلاقة مع الولايات المتحدة ولذلك فهي لا ترغب ان يدفع العراق ضريبة النزاع الايراني الاميركي ولا تداعيات الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة
على ايران.
وأضاف المصدر أن الجمهورية الاسلامية تريد الوقوف الى جانب العراق باعتباره بلدا صديقا وشقيقا وتربطه علاقات تاريخية تمتد في اعماق التاريخ، مشيراً الى وقوف طهران الى جانب الشعب العراقي بعد العام 2003 ومشاركتها في مواجهة الحركات الارهابية وتأكيدها على وحدة الاراضي العراقية ووحدة الشعب العراقي ضد كل انواع التقسيم، واحترامها للارادة الوطنية العراقية.
يشار إلى أن مساعد رئیس مكتب رئاسة الجمهوریة لشؤون العلاقات والإعلام، برویز إسماعیلي، أعلن، أمس السبت، زیارة رئیس الجمهوریة روحاني الى بغداد يوم غد الإثنین؛ تلبیة لدعوة رسمیة من نظیره العراقي، ورئیس الوزراء في هذا البلد.
وأضاف إسماعیلي ان روحاني سیجري، في مستهل زیارته الى العراق التي تستغرق ثلاثة أیام، مباحثات ثنائیة مع نظیره برهم صالح ورئیس الوزراء عادل عبد المهدي حول العلاقات الثنائیة والتعاون الإقلیمي بین البلدین.
وتابع إسماعيلي انه بالإضافة الى ذلك، من المقرر أن یجري أعضاء الوفود الرفیعة للبلدین، لقاءات مشتركة ومنفصلة یستعرضون خلالها آخر المستجدات على صعید الإتفاقات المبرمة حول التعاون بین البلدین فی مختلف المجالات وكذلك المجالات الجدیدة المتوفرة لتعزیز وتوثیق العلاقات الثنائیة بین هذین البلدین الصدیقین والجارین، مبيناً أن نتائج هذه اللقاءات، سیتم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحفي مشترك لرئيسي البلدین.
وأشار إسماعیلي إلى ان الاجتماع مع رئیس ونواب البرلمان العراقي وحضور الملتقى التجاري المشترك بین البلدین الذي من المقرر عقده بمشاركة القطاعات الحكومیة والخاصة للبلدین وكذلك اللقاء مع سائر المسؤولین الرفیعین في العراق وعدد من النخب والفئات السیاسیة والاجتماعیة في هذا البلد، تشكل جانبا آخر من البرامج التي أدرجت في جدول أعمال زیارة الرئیس روحاني الى العراق.
كما أعلن إسماعيلي، ان روحاني سیزور كذلك المرجع الدیني آیة الله العظمى السید علي السیستاني، كما سیزور العتبات المقدسة في العراق.
وشهدت بغداد خلال الاشهر الثلاثة الماضية زيارة عدد من المسؤولين الايرانيين الغرض منها تمهيد الاجواء الكفيلة بنجاح هذه الزيارة حيث قام كل من وزير النفط بيجن نامدار زنكنه، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف والمساعد السياسي لوزير الخارجية عباس عراقجي ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي اضافة الى عدد من المسؤولين في المجال التجاري والخدمي بزيارة بغداد لهذا الغرض.