قمة كأس العرب

الصفحة الاخيرة 2021/12/13
...

عبد الهادي مهودر

استمتع الشعب العربي من المحيط الى الخليج ببطولة كأس العرب المقامة على ارض دولة قطر، ونادراً ما كانت تلتقي منتخبات عرب آسيا بعرب افريقيا إلا في المنتخبات الرديفة وبكأس العرب حصرياً، وفي هذه البطولة لم تعد منتخبات افريقيا غريبة على الخليج ولا منتخبات الخليج غريبة على المحيط، وكل مباراة كانت بمستوى قمة كروية عربية مبكرة، في وقت تستعد الدول العربية لعقد مؤتمر قمة في الجزائر، و لم تعد للقمم العربية قضية مركزية واحدة ولاعدو مركزي ولا صديق مركزي، واصبحنا نجهل اسماء الرؤساء العرب ولا نميز بين الاساسيين والاحتياط لكثرة التبديلات والثورات والانقلابات، وغابت كل عناصر الاثارة عن قمم العرب وانتقلت الاثارة الى ملاعب الكرة المستديرة، فحضرت فلسطين بمنتخب يجمع عليه كل الفلسطينيين الفتحيين والحماسيين واهل الداخل والشتات ورفعوا علماً واحداً، وحضرت سوريا بمنتخبها ونسورها وليس بمقعدها الغائب عن مؤتمرات القمم العربية وبجمهور موحد يهتف لسوريا ويكفكف دموع دمشق، وجاء اللبنانيون تاركين خلفهم كابوس انهيار الليرة وجمود حكومة ميقاتي والقطيعة الخليجية وازمة جورج قرداحي، وللمرة الاولى نرى موريتانيا تلعب قريباً من دارنا الى جانب النشامى والفراعنة واسود الصحراء واسود اطلس ونسور قرطاج، وكما في بطولات وقمم العرب السابقة كانت للعراق قصة مختلفة، فهو الدولة العربية الوحيدة التي حملت كأس العرب اربع مرات وحملت كأس الازمات والهموم العربية آلاف المرات، لكن منتخبنا خرج هذه المرة من الدور الأول مكسور الوجدان متراجعاً عن موقعه في القمة، بينما نحن في تاريخ الجامعة والقمم العربية دولة مؤسسة لا تغيب، اتفق حولها العرب واختلفوا كثيرا وتراشقوا بالصحون الطائرة وبكؤوس العرب الفارغة و«المليانة» حتى نادى المنادي لقد انتهت اللعبة، وغادرنا البطولة مبكرين ولم يبقَ لنا في الدولة المضيفة إلا اسم العراقية زهاء حديد صامداً  في خط الدفاع عن اسم هذه البلاد، بتصاميمها الاعجازية لملاعب كأس العالم التي ليس فيها زاوية حادة كما في قاعات وخلافات قمم العرب، وشاءت الاقدار أن نلعب في ملاعب صممتها امرأة عراقية على ارض عربية، فعوضتنا عن اللعب على ارضنا المحظورة، وشاءت الاقدار أن تسد امرأة من بلاد الرافدين غيبة وخيبة اسود الرافدين في قمة كأس العرب، فقد ودّعنا كأس العرب (بالثلاثة) وتمنى مشجع عراقي غيور على أمته أن يفوز بالبطولة أحد المنتخبات العربية الشقيقة، رغم  أن كأس العرب للعرب الاقحاح ولا يحملها إلا عربي قح.