عبير علي فتاة حليَّة في ربيعها التاسع عشر، لديها طموح وثقة عالية بالنفس وموهبة من نوع آخر، فهي تعشق الرسم السينمائي ومكياج الممثلين وحولت وجهها الى لوحة ترسم بها ما تشاء من الجماجم ووجوه الموتى، اضافة الى جروح تكاد تكون حقيقية متأثرة بأحد افلام الكارتون المكسيكية وباستخدام مواد منزلية بسيطة، كما تغني للأطفال وتتمنى اصدار البوم خاص بهذه
الاغاني .
رأيتها في عدة مهرجانات ثقافية وهي تغني “ بغدادية “ وأغنية برنامج افتح يا سمسم المعروفة “ اطفالنا سيرو “ واغاني اخرى من الزمن الجميل فنالت استحسان الكبار قبل الصغار .
ورغم انها تمارس الهوايتين في آن واحد، الا انها تفضل التخصص في الرسم وبالتحديد الرسم السينمائي وبدأت اولى خطواتها البسيطة على وجهها الذي رسمت عليه جميع الاشكال التي تود رؤيتها ومن ثم تصويرها وباستخدام مواد التجميل التقليدية وهي موهبة قد لا تستهوي الكثير من الفتيات والنساء اللواتي يبحثن عن الجمال دائماً .
ولعدم حصولها على الاصباغ الخاصة بهذا النوع من الرسم في الوقت الحاضر، فلقد لجأت عبير الى تحضير بعض هذه الاصباغ في المنزل مستعينة بوسائل الاتصال الحديثة من خلال عمل عجينة خاصة تتكون من فازلين وطحين وكريم اساس بلون بشرتها كما تعمل لون الدم الاحمر المزيف من خلال استخدام اصباغ الطعام وجمع اللون الاحمر والاخضر معاً مع اضافة الماء والسكر ايضاً ليصبح لون الدم داكناً واقرب الى الحقيقة .
كما استطاعت تطوير موهبتها في الغناء، اذ بدأت اولى خطواتها في المدرسة، ولاقت تشجيعاً كبيراً من عائلتها ووجدته وسيلة للتعبير عن حزنها وسعادتها .
ومع ان مثلها الاعلى في الغناء ابن مدينتها الراحل سعدي الحلي والقيصر كاظم الساهر والفنان ياس خصر الا انها تفضل التخصص في اغاني الاطفال ولا تخفي سعادتها عندما تلاحظ البسمة على وجوه الاطفال وخاصة الايتام منهم الذين يستمعون الى اغانيها الجميلة التي حفظت الكثير منها من قناة “ سبيس تون “ وتعتقد انها اكثر طفولية من غيرها من الاغاني التي تعرضها قنوات الاطفال التلفزيونية كما تود ان تجعلهم يحبون اغاني الاطفال العراقية القديمة، فهي تراها اغاني تعليمية وتمكنهم من الاطلاع على تراث بلدهم وجماله، بكلماتها البسيطة ومعانيها الجميلة وهي بنظرها افضل من الاغاني الحديثة المبطنة بالتفرقة وتخريب المجتمع.
تقدمت عبير خطوة بالاتجاه الصحيح عندما شاركت في المهرجان الثقافي الاول للموهوبات البابليات الذي اقامته مؤسسة “ابجد” الثقافية في محافظة بابل وهو اول مهرجان يلقي الضوء على مواهبها المتعددة وهي تؤكد ان مشاركتها جاءت لكي تثبت للعالم ان المرأة العراقية تستطيع ان تتحدى الصعاب وتحقق طموحها وان الحجاب لا يشكل عائقاً امام الموهبة التي تحاول اظهار تراث العراق في وقت تنزوي فيه الكثير من الاصوات النسوية الجميلة امام قيود العادات والتقاليد التي تكتم اصواتهن، لذا ترغب عبير ان تكون القدوة للكثير من الاصوات
الشابة .
ولأنها فتاة متعددة المواهب ترسم وتغني وتمثل ايضاً شاركت عبير في اغلب مهرجانات مدرستها، اضافة الى مشاركة خاصة في مهرجان مديرية النشاط المدرسي في الديوانية وغيرها من مسابقات الرسم وختمات القرآن الكريم والاغاني الدينية والتراثية وطموحها ان تصبح منشدة ورسامة مشهورة عالمياً وتسجيل البومها الخاص
بأغاني الاطفال .