مجلة (فواصل)

الصفحة الاخيرة 2021/12/19
...

حسب الله يحيى 
جميل جداً أن يبادر فرد او جماعة إلى تقديم مشروع ثقافي في هذا الزمن الذي ينحصر فيه الشأن الثقافي والمعرفي والإبداعي بأجهزة الاتصال والفضائيات .
وخطوة حسنة ومباركة أن يتجاوز أصحاب هذه المشاريع الثقافية توجه القراء حالياً الى القراءة الرقمية عبر اجهزة «السوشيال ميديا» وينكفئ المطبوع الورقي وينحسر .
أسوق هذه المقدمة وامامي مجلة (فواصل) التي يصدرها لفيف من ادباء وكتاب مدينة الموصل التي بالكاد تداوي جراحاتها وتلملم أشلاءها وتبني ما يؤويها من زمهرير الشتاء ولهيب الصيف .
هذا الجمع من المثقفين والكتاب تعاونوا على اصدار هذه المجلة التي صدر منها عدد اول ثم ثانٍ وثالث (مزدوج) وفي قراءة لهذا الاصدار الذي نباركه ونتمنى له التوفيق والازدهار، لا بد من الإشارة الى أنها مجلة جادة ورصينة بدليل الموضوعات الاستثنائية التي نشرتها لأدباء الموصل وسواهم في العراق والوطن العربي ومن المغتربين العراقيين..
فقد احتفت المجلة بالروائي الموصلي المغترب محمود سعيد والذي يقيم الآن في شيكاغو ونشرت له قصة اثيرة الى جانب دراسة عنه، كما قدمت العديد من الموضوعات الادبية والفنية الناجحة .
لكن هذا المشروع الذي يترأس تحريره الاستاذ غانم محمد البجاري يحتاج الى قدر من التأني والدقة، ان (فواصل) تعتمد على تراكم الموضوعات من دون تنسيق ولا تحرير ولا تصميم يفتح شهية القراءة والتأمل والمراجعة.
المجلة تصف نفسها بـ (فصلية مستقلة تعنى بشؤون الابداع) ولا يخلو هذا الابداع من الدراسات المختلفة ولكن لكي تنجح (فواصل ) في مسيرتها لا بد من وجود مهنية في التحرير والتصميم .
التحرير يفتقد لموازينه واسسه وهويته وخبرته، والتصميم يقع في فوضى استخدام الالوان والميجرات والعنوانات وتوزيع الصور .
نعم.. هي مجلة جادة ولكن الجدة تحتاج الى قدر كبير من المراجعة المتأنية لتقديم مشروع ثقافي جدير بالبقاء والتواصل.