للحيوانات الأليفة حصتها من الاكسسوارات الموصولة

علوم وتكنلوجيا 2019/03/10
...

برشلونة/ أ ف ب
هل يمارس كلبكم ما يكفي من الحركة؟ ومن سيغيّر العلبة المخصصة للقطة وقت تغيّبكم عن المنزل؟ ... لا تقلقوا، فروّاد التكنولوجيا يعتنون بكلّ التفاصيل مع أكسسوارات متماشية مع الهواتف الذكية تحسّن رعاية الحيوانات الأليفة.
ومن بين آلاف الأكسسوارات المعروضة في المعرض العالمي للأجهزة المحمولة الذي انطلق في برشلونة، أجهزة مراقبة تعلّق بالطوق المحيط برقبة الهرّ او الكلب.
 
تتبع الحيوانات
وتسمح هذه الأجهزة بتتبع تحركات الحيوانات ورصد موقع وجودها، لمعرفة مثلاً إذا نامت أو لعبت أو ركضت أو مشت لمدّة طويلة، وذلك بواسطة هاتف ذكي.
ويسمح بعضها حتى بتحديد منطقة آمنة حول المنزل عبر تطبيق محمول وتلقي بلاغات وقت خروج الحيوان من هذا الموقع.
وعرضت "فودافون" التي تعدّ ثاني أكبر مشغّل اتصالات في العالم، جهازا اسمه "كيتي" لتتبّع الحيوانات متاحاً في كلّ أوروبا.
وهذا الجهاز المقاوم للمياه مصنوع من الفولاذ وتخدم بطاريته 10 أيام من دون الحاجة إلى شحنها. وهو مزوّد بشريحة هاتفية (وحدة تعريف المشترك) فيها اشتراك شهري بقيمة تتراوح بين 4 و6 يوروهات.
وقال ستيف شيبرسون-سميث الناطق باسم "فوادفون" إن الفكرة تقضي "بتوطيد العلاقة مع الحيوان الأليف".
 
مردودية عالية
وتأتي هذه الابتكارات الموجّهة إلى الحيوانات في وقت تشهد سوق الهواتف الذكية تراجعا.
فقد انخفضت مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 4,1 % عام 2018 على الصعيد العالمي لتشمل 1,4 مليار وحدة. وهو تراجع تتكبّده السوق للسنة الثانية على التوالي، بحسب ما أفادت مجموعة "آي دي سي" البحثية. فالمستخدمون باتوا أكثر تمسكاً بهواتفهم القديمة نظراً إلى قلّة الابتكار في المجال.
وقال بن وود المحلل لدى شركة الاستشارات في مجال التكنولوجيا "سي سي اس إنسايت" إن "مردودية سوق الحيوانات الأليفة عالية جداً وهي تزداد سنة تلو الأخرى".
ومن المتوقّع أن يتخطّى حجم سوق الأكسسوارات المخصصة للحيوانات الأليفة 8 مليارات دولار بحلول العام 2024 بعدما كان 1,85 مليار في العام 2017، وفق "غلوبل ماركت إنسايتس".
وقدّر نيل ماوستون الرئيس التنفيذي في شركة "ستراتيجي أناليتكس" عدد الكلاب والهررة الأليفة بحوالى 300 مليون حول العالم، موضحاً "هذه قاعدة بيع كبيرة نسبياً والشركات تطبّق كلّ التكنولوجيا المستخدمة للبشر على الحيوانات".
 
الكشف عن المشاكل الصحية
لهؤلاء الذين يشتاقون إلى حيواناتهم الأليفة عندما يكونون بعيدين عنها، ابتكرت شركات كثيرة كاميرات تعمل بشبكة الاتصالات اللاسلكية تتيح لمستخدميها تتبّع الحيوانات من خلال هواتفهم الذكية.
ومن أكثر التطبيقات رواجاً "فوربو" الذي يتيح تقديم القوت للكلاب بكبسة زرّ. 
كما يرسل التطبيق لمستخدمه تنبيهاً على شكل رسالة نصية إذا كان الكلب ينبح كثيراً ويعدّ فيديو مدته 60 ثانية يجمع فيه كل نشاطات الحيوان اليومية.
وعرضت شركة "بورسونغ" الكورية الجنوبية الناشئة علبة ذكية لفضلات الهررة اسمها "لافيبوت" تنظف نفسها تلقائياً.
ويمكن لهذا الجهاز أيضاً أن يرسل رسالة نصية عندما يستخدمه الهرّ، كما يتتبع وزن الحيوان ومدة استعماله للعلبة، وذلك بهدف الكشف عن أي مشكلة صحية.
 
أنظمة حديثة
يعتمد تطبيق هذه الأنظمة الحديثة لإدارة الحيوانات ورعايتها على استخدام أجهزة مراقبة مثل الكاميرات أو الميكروفونات أو الأطواق القابلة للنزع والتركيب أو أطواق الساق، التي تكتشف التغيرات في سلوك الحيوانات في الحقل وفي الحظائر والسقائف. 
تستطيع الأجهزة قياس وتسجيل مقدار الوقت الذي يقضيه الحيوان في المشي أو الأكل أو الوقوف أو الاستلقاء. 
وتقوم الأنظمة بالتعرف على وتفسير الانحرافات عن السلوك الطبيعي للحيوان، وتقييم ما إذا كان هذا السلوك قد يشير إلى وجود مشكلة صحية، ويتم تنبيه المربي عن طريق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر 
تلقائيا. 
الأهم من ذلك، لا تقارن هذه التقنيات أحد الحيوانات بآخر، بل تراقب كل حيوان بشكل منفرد مع مرور الوقت.
"يمكننا أن نعلم الكثير جدًا عن صحة الحيوان ورفاهيته العامة من خلال مراقبة السلوكيات البسيطة"، يشرح البروفيسور دانييل بيركمانز، من جامعة كوليهوليك في لوفين ببلجيكا. "
يمكن للتكنولوجيات المناسبة أن تتعرف على الوقت الذي يكون خلاله الحيوان في مرحلة الشبق، وتحدد بذلك أفضل وقت للتلقيح. على سبيل المثال، يمكن لمقاييس الإجهاد، مثل العدوانية، أن تنبه المربين إلى أن بعض جوانب ظروف تسكين الحيوانات قد تحتاج إلى 
تعديل.