أوروبا وهاجسُ الخوفِ من الغرباءِ

آراء 2019/03/10
...

احمد جبار غريب
لاشك ان فلسفة الاسوار هي رؤية نبيلة ولها ابعاد انسانية في تبني نظرية الدفاع ضد المجهول والمعلوم وهذه لا تنطبق على الانسان حصرا فقد اوجدت الحيوانات موانع وشراكا لكل من يحاول اقتحام عرينها دفاعا عما فيه من ممتلكات وفي اوروبا وأمريكا مهدو للانفتاح والفضاءات المفتوحة والبر المفتوح ايضا منذ عصر النهضة الذي ازدهرت فيه وأصبحت مركزا للعلم والأدب 
والفنون . 
وأوربا تتبع نهجا انسانيا في التعامل مع الغرباء وهذا منبثق من ثقافة متأصلة وقيم انسانية وربما ما تعرضت له من حروب وحشية دموية خلق تلك النزعة الحميدة باستثناء بعض قوى التطرف التي تتعامل سياسيا مع هذه الأفكار, اوروبا التي اعطت للإنسانية مبادئ الديمقراطية والتنوير واصبحت كنزا كبيرا للشعوب المغلوبة على امرها وممن ابتلت بزعمائها المستبدين وفي افريقا وتحديدا دول المغرب العربي وغرب آسيا تتوالى مواسم الهجرة الى اوروبا طمعا في حريتها وإنسانيتها وقوانينها المستندة الى الحفاظ على الكرامة الانسانية وحقوق الانسان ,لكن اوروبا لدغت اكثر من مرة ومن عقرب دس سمومه في جسد طري من دون سابق انذار وما قام به الاعراب في بلاد المقدسات الداعمين لقوى الارهاب بسبب الخوف من المختلف المذهبي ولنقص في العقلية المتجددة والمبتكرة التي انبثقت من قواعد الفتاوى المشوهة للدين وابتدأت حملات التكفير والتضليل وما يمارسه الدعاة الاغبياء من فتاوى اقل ما يقال عنها انها محنطة وخالية من اي 
قيم . 
وبعد احداث الاعمال الارهابية في مصر وسوريا وليبيا واشتد الصراع وكثرت المآسي لجأت مئات الالاف من المواطنين طمعا بالفيء الاوروبي والرعاية الانسانية هناك بعد أن عانوا الويل في بلادهم فكانت اوربا ملاذا وحماية لهم من وحش داعش الآسن بأفكاره الرثة وبدمويته المجنونة ولم تألو دول اوروبا من رعاية هؤلاء اللاجئين وخصوصا بعد ان وقع قسم كبير منهم ضحايا النصب والاحتيال والموت غرقا على شواطئ المياه الباردة من قبل افراد مستغلين مما دفع المانيا ودول اوربا الى السماح لمئات الالاف للعبور اليها وممن تنطبق عليهم ظروف اللجوء رغم ما تكلفه تلك الجموع من اموال يدفعها دافعو الضرائب في اوروبا لكن مع هذه النوايا الحسنة من قبل الاوربيين اندلعت شرارة الارهاب المتخفي مابين اللاجئين فقد دست مجاميع من الحيوانات المفخخة على هيئة بشر وما قام به هؤلاء الحثالات من اعتداءات وحشية في بلاد آمنة ومستقرة فلابد اذن بعد ذلك من بناء الاسوار ومنع هبوب رياح الشر والضغينة بالاندفاع الى مجتمعات آمنة ومسالمة وهذا ما جرى في بعض دول اوروبا اذا امتنعت من استقبال اللاجئين وهؤلاء لا ذنب عليهم انما ذنب الاعراب وشاربي بول البعير تلك الحضارة الجاهلية التي تريد ان تنهض من معاقلها لتلوث نور حضارتنا وباسم العقيدة الدينية الخالية من اي سماحة إلا القتل والإبادة والعنف والموت فهذه البضاعة ردت الينا نحن العرب لان منطلقاتنا تتنافى مع مفاهيم العصر وان انحصر الامر بشبكة افكار الوهابية النجسة إلا ان دمغتها العامة هي العرب.