أفضل 5 أفلام مقتبسة من روايات دوستويفسكي

الصفحة الاخيرة 2022/01/03
...

   توم تايلورفري
  ترجمة وتحرير: جمال جمعة
لا شك أن دوستويفسكي لم يزل على قيد الحياة، إذ تنبعث نفحة منه في كل صفحة من صفحات الأدب تقريباً بعد وفاته، كما أن تأثيره في السينما لم يكن ثانوياً، إذ تم نقل العديد من أعماله مباشرة إلى الشاشة الكبيرة بدرجات متفاوتة من الدقة، ها هنا أفضل خمسة تكيّفات سينمائية لروايات دوستويفسكي:


الأبله (إخراج: أكيرا كوروساوا)
على الرغم من أن الصيف الروسي الحار قد تم استبداله بطقس ثلجي في اليابان ما بعد الحرب في تعارض ثقافي مع المجتمع، والموسم وروح العصر، إلا أنها علامة على الطبيعة المتسامية لروايته التي تألقت في عمل كوروساوا العميق.
فيلم كوروساوا الضخم الذي تصل مدته إلى أربع ساعات ونصف، تم تقطيعه في الاستوديو إلى 166 دقيقة في خطوة اعتبرها «مدمرة» لحياته المهنية. يعكس هذا تقريبا الصعوبات التي واجهها دوستويفسكي عندما يتعلق الأمر بعمله؛ ولحسن الحظ، لم يؤثر ذلك في الناحية الفنية لكل منهما.
 
المزدوج (إخراج: ريتشارد أيواد)
من علامات التأثير لأعماله أن فكرة «المزدوج» الشائنة أضحت الآن موجودة في كل مكان، ومن المحتمل أن يكون لدينا جميعا إحساس دائم بأننا توصلنا إلى تلك الفكرة بشكل مستقل بأنفسنا، ومع ذلك، فعندما كتب دوستويفسكي تلك الرواية في عام 1846، كانت نوعاً من التفكير البروميثيوسي.
قد لا تقفز إلى الذهن الأساليب الكوميدية لريتشارد أيواد عندما تفكر في الأرواح المعذبة التي سادت روايات دوستويفسكي، ومع ذلك، في خضم الأدب الروسي، فإن القوة المدمرة للفكاهة السوداء الملتوية تستثمر هذا العامل بدرجة رائعة، اذ تتعرض حياة «الممثل» جيسي أيزينبيرغ إلى حالة من الاضطراب بطريقة تجعل المأساة تبدو وكأنها ضرورة حيوية لقلق الحياة اليومية.
 
العذبة (إخراج: روبير بريسون)
قال جان لوك غودارد ذات مرة: «روبير بريسون هو السينما الفرنسية، كما أن دوستويفسكي هو الرواية الروسية، وموزارت هو الموسيقى الألمانية»، لذلك قد تتساءل عما إذا كان التوأمان لا يجتمعان أبداً، لحسن الحظ فعلا ذلك والتقيا مثل قفازين، كما أضاف بريسون أسلوب الموجة الجديدة إلى مزيج من نظرة دوستويفسكي للمادية.
النجمة الجميلة دومينيك ساندا كانت هي الوجه العذب للبراءة ونحن نشاهد حياتها المفجعة تسير في نقيض مع مجتمعنا المعاصر، والذي لا يبدو مختلفا بشكل مثير للقلق عن رواية عمرها قرن من الزمان. 
 
الليالي البيضاء (إخراج: لوتشينو فيسكونتي)
ربما توفر «الليالي البيضاء» أفضل نقطة دخول إلى أعمال دوستويفسكي الأدبية عندما يتعلق الأمر بالتكيفات السينمائية، اذ يضع فيسكونتي الهوة بين المثالية والواقع من أجل تأمل ما إذا كنا حقاً محكومين بالظروف، وأثبت الصراع أنه مسلٍ على مستوى السطح لكنه نجح أيضا في ضمان أنك ستفكر في الفيلم لفترة طويلة بعد إسدال الستار.
تمت الإشادة بالفيلم من قبل مارتن سكورسيزي، ومن الواضح أن ثمة الكثير من المهارة في إنتاج هذا الفيلم، لكن تم تعديل ذلك الصراع ضمن المبدأ المركزي ذاته الذي يتصاعد في عمل دوستويفسكي. 
 
سائق التاكسي (إخراج: مارتن سكورسيزي)
على الرغم من أنه لم يكن تكيفاً مباشراً بالتأكيد، إلا أنه مقياس لمدى الثقافة التي تغلغل فيها الكاتب الروسي الراحل لدرجة أن أعماله قد تجاوزت تكيفها وولدت أعمالها الفنية الخاصة بدلاً من ذلك، في رواية «مذكرات من العالم السفلي»، يجد بطل الرواية المنعزل والمصاب بجنون العظمة نفسه في هوة عميقة من اليأس، اذ تبدأ لحظات من التلاحم بين الفيلم والرواية بالمرور بهدوء في الانهيار الخطي لحياته قبل أن يحاول حتى إيقاف ذلك الانزلاق.
كان بول شريدر يشعر بذلك التشابه عندما كتب السيناريو المروع لفيلم «سائق التاكسي» واستوحى الإلهام من نظيره الروسي الخالد، في كل من الفيلم والكتاب، يعكس بطل الرواية حالة التدهور المحيطة بهما، كما قال شريدر ذات مرة: «أعرف عندما خطرت لي هذه الفكرة، علمت أن هناك كتابين أريد إعادة قراءتهما، أحدهما «مذكرات من العالم السفلي».