«لقاح فايزر}..معركة سياسية بين المستشار الألماني واليمين المتطرف

الرياضة 2022/01/03
...

 ترجمة : أحمد الموسوي
 
وجه جديد ألقى خطاب رأس السنة بصفته مستشاراً لألمانيا (أعلى منصب تنفيذي)، لكنه وجه مألوف بالنسبة للألمان المرهقين نتيجة تداعيات فيروس كورونا.
ولو كان الظرف عادياً لكان المستشار الجديد أولاف شولتز(أول شخص يلقي هذا الخطاب بعد عقدين من الزمن تربعت عليها أنجيلا ميركل)، لاكتفى بوضع رؤيته القادمة وتمنى للألمان عاماً سعيداً.
لكن الظروف التي تعيشها البلاد لم تكن طبيعية، لذا فانه بالكاد كان قادراً على التطرق إلى مجموعة من القضايا الأساسية، كالتغير المناخي، الأمن الأوروبي، إضافة إلى الاستجابة لفيروس كورونا.
عند كتابة الخطاب بدا المستشار شولتز وطاقمه مدركين أن أفضل ما يقومون به هو إعطاء الزخم بشعور التماسك الوطني في بلد كانت الاختلافات تظهر فيه بوضوح عندالكثير من الأحيان.
وذكر المستشار شولتز في خطابه المسجل "ما أراه في كل مكان هو تضامن كبير، ورغبة ساحقة للمساعدة، وشعور جديد بالتضافر والارتباط".
يسيطر الوباء على الحياة في ألمانيا وبقية العالم منذ عامين، وإيجاد الشعور بالوحدة سيساعد المستشار شولتز، بمواجهة تحديات شاقة وصعبة. يذكر أن البرلمان الألماني قد وافق على شولتز بعد تنحي السيدة ميركل قبل أقل من أربعة أسابيع.
مهّد المتحور أوميكرون لدخول المانيا الموجة الخامسة للوباء، وسط مشهد معقد تسببه حركة قوية مناهضة للتلقيح وإجراءات الإغلاق، تنمو هذه الحركة في أوساط الناس المنحدرين من شرق البلاد ويرتبطون سياسياً باليمين المتطرف.
وأوضح المستشار شولتز أن "وباء كورونا سيبقى مهيمناً على الأوضاع في البلاد خلال الأسابيع المقبلة"، كتأكيد على معلومات وزارة الصحة الألمانية التي تشيرإلى أنّ أعداد المصابين أكثر بثلاث مرات عما يتم إعلانه.
خطاب رأس السنة الميلادية يمنح القائد الجديد الفرصة للتحدث مباشرة إلى الجمهور من مقر المستشارية في برلين. وبعض المقاطع في خطابه تذكر بخطاب الحملة الانتخابية الذي ألقاه شولتز والذي ساعد حزبه الاشتراكي الديمقراطي على الفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان الألماني في الانتخابات الاخيرة.
على الرغم من أن لقاح فايزرالذي يتم تدوله في جميع أنحاء العالم، قد تم تطويره جزئياً في ألمانيا، الا أن المواطنين في البلاد يحجمون عن تلقي التطعيم، إذ تشير البيانات إلى أن 71 % فقط قد تم تلقيحهم بالكامل، ولذا أكد المستشار شولتز على أن "الأمر كله يتعلق بالسرعة، علينا أن نكون أسرع من الفيروس."
وتظهر استطلاعات الرأي أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الألمان الذين يرفضون التطعيم قلقون بشأن سلامة اللقاحات، ما دفع المستشار شولتز الى تخصيص وقت في حديثه لمعالجة هذه المخاوف بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه "لا يوجد دليل على آثار جانبية كبيرة وسط حملة التطعيم العالمية".
يستقطب هذا الخطاب عادة جمهوراً ألمانياً كبيراً،ففي ليلة رأس السنة الماضية، شاهد تسعة ملايين شخص خطاب السيدة ميركل على قناتين تلفزيونيتين عامتين رئيسيتين. كما يُذاع الخطاب في الإذاعة ويحظى بتغطية واسعة في الصحف.
صحيفة نيويورك تايمز