روسيا تحذر أوروبا: لن نقبل بوجود صواريخ أميركية

قضايا عربية ودولية 2019/03/10
...

توم أوكونر/عن مجلة نيوزويك 
ترجمة : انيس الصفار
 
 
حذرت روسيا القوى الاوروبية من مغبة تقبل نصب أية اسلحة متوسطة المدى من الولايات المتحدة، التي خرجت من المعاهدة الثنائية التي تحظر استخدامها.
فقد انتقد مدير جهاز السيطرة على الاسلحة وسياسة منع الانتشار في وزارة الخارجية الروسية «فلاديمير يارماكوف» قرار البيت الابيض بالخروج من «اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى» للعام   1987 التي تحظر نصب الاسلحة النووية والتقليدية التي تطلق من الارض ويتراوح مداها بين 500 و 5500 كيلومتراً. قال يارماكوف متحدثاً الى وسائل الاعلام المحلية يوم الخميس الماضي ان هذا التحرك من شأنه ان يؤدي الى نشر للاسلحة الاميركية مجدداً في بقاع شتى من العالم بعد أن صنّف الرئيس «دونالد ترامب» بلا مواربة روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران كخصوم ومناوئين في وثائق ستراتيجية جديدة.
أما بالنسبة لاعضاء حلف الناتو العسكري الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة، القريبين فقد حذرهم يارماكوف بقوله «أمن أوروبا واحد لا يتجزأ .. فلا تختلقوا المشاكل لنا إن كنتم لا تريدون مشاكل من جانبنا.» وأضاف: «إن روسيا معنية بتجنب حدوث ازمة صواريخ جديدة في اوروبا أو اية منطقة أخرى غيرها، لهذا أعلنا من جانب واحد عن وقف مؤقت لنشر الصواريخ المتقدمة متوسطة وقصيرة المدى، ونحن قد نبقى على وقفنا هذا، في أعقاب انهيار اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى على يد واشنطن، بتجاوب مع ما ستحدثه أميركا من تطورات في المناطق المعنية ذات العلاقة، ومن بينها أوروبا، أو نتوقف عنه متى ما نشرت صواريخ أميركية من هذا النوع هناك. ما نأمله هو ان يغلب النهج المسؤول تجاه أمن أوروبا عند واشنطن وحلف الناتو فيحذو حذونا.»
بالاضافة الى نشر الصواريخ متوسطة المدى المشار اليه قال يارماكوف «أن روسيا ستبقى منفتحة تجاه اية مبادرات متعددة الاطراف تسعى لتعزيز الامن والاستقرار الدوليين» على حد قوله، وهذا يتضمن ادخال الصين ايضاً التي تعد شريكاً يزداد قرباً والتي أشير الى أن استبعادها من اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى كان واحداً من الاسباب التي جعلت الولايات المتحدة تتخذ قرار الخروج منها.بيد أن السبب الجوهري متجذر في اتهامات واشنطن لموسكو بأنها تطور اسلحة فيها انتهاك للاتفاقية. تقوم حجة الولايات المتحدة على أن قذائف «نوفاتور 9 أم 729» يتعدى مداها 500 كيلومتراً ودعت الى تدمير كافة المنظومات الموجودة من النوع المذكور، لكن روسيا نفت هذه الاتهامات وقابلتها بادعاء أن منظومات الاطلاق العمودي، من طراز «مارك 41» الأميركية المنصوبة في ترابط مع شبكة «أيجس آشور» الدفاعية في رومانيا، قابلة للاستخدام الهجومي وبوسعها إطلاق صواريخ «توماهوك». بعد أيام من تعليق الولايات المتحدة العمل بالاتفاقية رسمياً في الشهر الماضي قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء «إيغور كوناشينكوف»، أن على البنتاغون إثبات التزامه بـ»ازالة منظومات مارك 41 الارضية للاطلاق العمودي لإطلاق صواريخ «كروز توماهوك» وكذلك صواريخ الاستهداف ذات الخواص المشابهة للصواريخ البالستية الارضية متوسطة المدى والمركبات الطائرة المسيرة المسلحة التي تحاجج موسكو بأنها محظورة أيضاً بموجب «اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى». في اليوم التالي اصدرت بعثة الولايات المتحدة في حلف الناتو تصريحاً أكدت فيه أن منظومات الاسلحة المشار اليها تقع كلها ضمن «الالتزام الكامل» بالاتفاقية. احتجت البعثة أيضاً بأن شبكة «أيجس آشور» لم تحو أبداً صواريخ تحظرها «اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى» ولا أطلقت مثل تلك الصواريخ أو حتى اجرت اختبارات على اطلاقها. خلاصة الأمر هي أن المنظومة لا تدخل ضمن وسائل الإطلاق المحظورة.
رغم هذا دافع يارماكوف عن مطلب وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس الماضي مؤكداً أن الوزارة قد دأبت بشكل ثابت على طرح اجراءات ملموسة وواقعية تماماً لمعالجة شكاوى الجانبين «في حين لا يتلقى الجانب الروسي من الولايات المتحدة بالمقابل سوى الرفض. الاهم من ذلك، كما يقول، هو أن فكرة الشفافية المتبادلة بحد ذاتها كانت تجابه بالرفض.
كان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وقائد قواته الجنرال «فاليري غيراسيموف» قد هددا باحتمال شن هجمات على حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا إذا ما اقدموا على نشر اسلحة تخالف مضمون «اتفاقية القدرات النووية متوسطة المدى». في الشهر الماضي لم يكتف بوتين بتهديد مواقع صواريخ البنتاغون المحتملة في اوروبا فقط بل بضرب مراكز القرار في الاراضي الاميركية ايضاً.
في شهر شباط أعلن وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو» بدوره أنه قد اصدر أوامراً للشروع بأبحاث تتعلق بالاسلحة متوسطة المدى. هذه التهديدات رددتها يوم الخميس المتحدثة باسم وزير الخارجية الروسي، «ماريا زاخاروفا»، حين اخبرت وسائل الاعلام بأن رد بلدها سيكون صورة مطابقة لأية اجراءات تقدم عليها الولايات المتحدة في ما يتعلق بالصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.          
 أجرت وكالة الصواريخ الدفاعية والبحارة الاميركيون الذين يديرون مجمع اختبارات «أيجس آشور» في ميدان كاواي في هاواي اختباراً ناجحاً على قذيفة قياسية من نوع «3 بلوك 2 أي» الاعتراضية.
مسؤولون من وزارة الدفاع الروسية يعرضون قذيفة صاروخية من نوع كروز طراز «9 أم 729» في ساحة خارج موسكو بتاريخ 23 كانون الثاني.