الحرب المنسيَّة في اليمن..أرواح المدنيين في آخر أولويات أطراف الصراع

الرياضة 2022/01/04
...

 ترجمة : أحمد الموسوي
 
كشفّتْ الأمم المتحدة عن أنه بانقضاء عام 2021، وصلت حصيلة الضحايا في الحرب اليمنية إلى 377 ألف مدني لقوا حتفهم في سبع سنوات مدمرة من الصراع، هؤلاء الضحايا قُتلوا نتيجة عوامل متعددة مثل الجوع، أو بسبب الضربات الجوية، إضافة إلى القصف الصاروخي. إلا أن الحقيقة الثابتة هي أن 70 % من هذه الوفيات هم لأطفال دون سن الخامسة.
مع بداية العام الماضي، كانت هناك آمال كبيرة في أن يؤدي فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيق السلام في اليمن، حيث سرعان ما أعلنتْ إدارته وقف كل الدعم للعمليات العسكرية التي تشنها المملكة العربية السعودية، والتي قادت تحالفها المدعوم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للقتال من أجل الحكومة المعترف بها دولياً التي أطاح بها الحوثيون. ولذا فإن إدارة بايدن ألغت تصنيف إدارة ترامب السابقة للحوثيين كمجموعة إرهابية. لكن الفريق الجديد بالغ في تقدير قدرته على المساعدة في حل الأزمة اليمنية، ذلك سرعان ما تعثرت هذه الجهود الدبلوماسية، حيث أعلن في واشنطن، خلال شهر تشرين الأول، عن عقد عسكري بقيمة 500 مليون دولار مع الرياض يتضمن دعماً بطائرات الهليكوبتر الهجومية، التي يتم استخدامها  في حرب اليمن.
في غضون ذلك، تتعمق الكارثة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه اضطر إلى قطع المساعدات عن اليمن بسبب نقص الأموال، وذلك بعد ثلاثة أشهر من تحذيرات أطلقها بأن 16 مليون يمني "يسيرون نحو المجاعة". 
اليمن كانت أفقر دول المنطقة حتى قبل اندلاع الحرب، حيث كان 47 % من السكان يعيشون في فقر، وحذرت الأمم المتحدة، منذ ذلك الحين، أنها في طريقها لتصبح الأفقر في العالم، حيث يعيش 71  الى 78  % من اليمنيين الآن تحت خط الفقر. لقد دمرت الحرب البنية التحتية للبلاد والخدمات غير الكافية بالفعل، مع استهداف المدارس والمستشفيات.
المملكة العربية السعودية، التي توقعت فوزاً سريعاً، ليس لديها المزيد لتظهره بعد صرف المليارات التي ضختها في هذه الحرب. على الرغم من سحب حليفتها الإمارات العربية المتحدة معظم قواتها المشاركة قبل عامين، إلا أن الرياض لا زالت تبحث عن مخرج، اذ يعتبر التفاوض مع إيران، بعد قطع العلاقات في عام 2016، تقدماً كبيراً على هذا الصعيد، وفي ظل هذه الاجندات السياسية للطرفين، تحتل حياة اليمنيين آخر القائمة.
ومع إغلاق الحدود والمجال الجوي لليمن، تجاهل العالم إلى حد كبير تأثير الحرب على المدنيين في اليمن. لكن يجب عدم السماح لتأثيرات هذا الصراع بالتراجع عن جدول أعمال الأطراف الدولية مرة أخرى. طبيعة الحرب القاتمة يجب ألا تكون سبباً للتخلي عن الدبلوماسية في اليمن، بل تكون سبباً إضافياً لتجديد الجهود الحازمة 
المطلوبة.
صحيفة الغارديان