الرسائل الجامعيَّة في خدمة المجتمع

الصفحة الاخيرة 2022/01/05
...

زيد الحلي
جميل جداً، أن يكون الوعي العراقي سباقاً في رصد ما يشغل العالم من أمور طارئة، لاسيما في المجال العلمي والصحي وما يرافقهما من صدى اعلامي، وبهذا يؤكد الإعلاميون أنهم صوت وضمير المجتمع، وقد سعدتُ جداً بأن تحظى رسالة ماجستير تقدمت بها زميلة إعلامية عراقية الى جامعة في الاردن الشقيق، باهتمام لافت لتناولها موضوعاً جديداً يتعلق بأهم ما واجه العالم، ولا يزال يواجهه وهو جائحة كورونا وتداعياتها المجتمعية في مفاصل الحياة، فمن المعروف أن الإعلام الجماهيري المتمثل في منصتي الفيس بوك وتويتر، أثر في طريقة تفكير الانسان وأفعاله وتصرفاته، كما أسهم في الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بما يحمله من طقوس وأقاويل وحوارات والعكس ايضا، وهنا مكمن خطورته وقد ناقشته الباحثة بعلمية المنطق والرقم الدال.
الرسالة حصلت على الامتياز، وكانت تحت عنوان (أطر الرسائل الاتصالية لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بجائحة كوفيد - 19) دراسة تحليلية في منصتي فيسبوك وتويتر إنموذجا، وقد بينت الرسالة أن الاهتمام بما تضمنته الرسائل الاتصالية لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بالجائحة على الصعيد المجتمعي، اسهم في إيجاد الحلول لمشكلات القلق التي واجهت الأشخاص والأسر في حياتهم وكانت عوناً لهم في مواجهتها، ولا شك في أن للإعلام التواصلي للمنظمة الصحية الدولية الذي استكمل مقوماته ووسائله الصحيحة وأحسن استخدامها وتوجيهها اجتماعيا، دوراً ملموساً في درء الرعب والخوف الانساني، فكان قوة دافعة، وجدار صد لكل الشائعات التي صاحبت الوباء الخطير الذي حل ضيفاً غريباً وعدوانياً، فجأة من دون انذار، وقد بين الواقع الجديد الذي أفرزته أزمة تفشي وباء كورونا في أنحاء العالم، أن الاختبار القوي لوسائل التواصل الاجتماعي، الذي اصبح سمة واضحة لا ينكرها أحد في العالم المعاصر، دلّ على أهمية قصوى لمشاركة جمهور المواطنين في اظهار رؤاهم للمجتمع.
مثل هذه الرسالة التي قفزت فوق المألوف، وما نسمع به من مناقشات لرسائل جامعية بعيدة عن الواقع المعاش، ومتعكزة على موضوعات مجترة، تعطي دلالة على نمو الوعي الاكاديمي، الذي يعطي ثماره في قادم الايام، لاسيما اذا اتجهت الجامعات الى تعميم ثقافة الجهد العلمي نحو الظواهر التي تلف المجتمع وفقاً لمنظور اكاديمي خلاصته ستفيد بلا شك محيطنا الانساني بمعرفة الاستقراء المطلوب.
تحية للإعلامية العراقية رنا خالد، لاختيارها هذا الموضوع الحيوي.