بغداد: محمد اسماعيل
أرهف صوت الفنان قاسم إسماعيل، إحساس السامعين بموشح «حبيبي عاد»، وهو يغني من عمق حنجرته الساحرة: «طلعنا كوكبا.. يناجي كوكبا.. وسرنا موكبا.. وغنينا صبا.. عرفنا سره: أمان يا ليل.. شربنا صفوه.. أمان يا ليل.. شممنا عطره.. وعشنا سحره.. وذقنا حلوه.. أمان»، وذلك تطبيقاً للمحاضرة التي ألقتها الباحثة أسراء المرسومي، بعنوان «الموشحات بين الأندلس وبغداد» ضمن فعاليات ملتقى الثلاثاء الموسيقي، الذي ينظمه المركز الدولي للدراسات والبحوث الموسيقية في دائرة الفنون الموسيقية، بإدارة الإعلامية عطارد عبدالخالق، في الخامسة من مساء الثلاثاء إسبوعياً على قاعة الرباط في مقر الدائرة بشارع المغرب.
رحبت الزميلة عطارد بالحاضرين: «جادك الغيث إذا الغيث هما.. يا زمان الوصل بالأندلسي.. قد مضينا ننثر الخير وما.. نامت الأعين عند الغلس»، مستعرضة جماليات هذا الفن وهي تقدم الباحثة المرسومي لإلقاء محاضرتها التي عددت محاور الموشح واختارت الحديث عن المحور التاريخي، مبتدئة بموشح «ملأ الكاسات» الذي عرض.. فيديوياً.. بأصوات أشجت جمهور القاعة، مع رقص تعبيري فائق الإنسيابية: لا تسل عني وخليني على عهدي.
قالت المرسومي: «الموشح عرفته فناً مستحدثاً من الأدب العربي.. لا يلتزم بوحدة القافية او الوزن.. متحررا من قيود الشعر الكلاسيكي الصحراوي الصارم» مستدركة: «الا أن خبراء تاريخ الادب العربي واللغة اجمعوا على أنه تغيير شكلي.. ليس ثورياً، لا تغيير
في المضمون، بدليل اعتماده بحور الشعر الستة عشر، بإضافة أوزان خاصة به تفرضها الحاجة للموسيقى والطرب».
عرض على شاشة مسرح الرباط موشح «يا شادي الألحان» لسيد درويش، بصوت علية التونسية: «يا شادي الألحان آه أسمعنا رنات العيدان.. وأطرب من
في الحان.. وإحسبنا من ضمن
الندمان».
واصلت الباحثة تداول تاريخ الموشح مع تطبيقات للفنان قاسم إسماعيل، وفرقة الإنشاد التابعة لدائرة الفنون الموسيقية، بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار.