الكوت: محمد ناصر
بالطين والبرونز تطوع الفنانة ريم البحراني أدواتها، فتغرق في المحتوى وتندمج، حتى تصل إلى قيمة محتواها، مقدمة للمتابع عصارة فكرتها بأسلوب فريد وناضج، درست تاريخ الفن، وألمت بمختلف أنواع الفنون، وكلما وصلت الى مرحلة معينة صقلتها بالخبرة التي اخذت شيئاً منها من والدها النحات الشهير احمد البحراني أحد أباطرة النحت المعاصر في العراق والوطن العربي.
سألناها في حوار لـ {الصباح}، ما الذي أغراك بالنحت، وبمن تأثرتِ؟ فقالت {بطبيعة الحال أنا لا أصنف نفسي نحاتة، فأنا أعمل بمساحة مفتوحة على جميع الفنون {البصرية} من رسم ونحت وسيراميك وأحيانا فن مفاهيمي، الذي أعنيه أن الفنان عليه ألا يؤمن بالاختصاص ويحاول أن يكون ملماً بكل ما يخدم فكرته}.
اما وجودي بقرب فنان له حضور مميز وتاريخ طويل هو {عملة} بوجهين فيجب أن أكون بعيدة عن مناطق بحث الفنان احمد البحراني، ولكن اكتسبت منه الكثير من الخبرة في تنفيذ أعمالي تقنياً، ولم يبخل أن يقدم لي كل خبرته.
وعن النحت تضيف: النحت بالنسبة لي هو دعم لتجربتي في الرسم، اذ إن مفردة {البيت} هي الغالبة على أعمالي، وهو مشروع خروجي للجمهور، لكني فضلت اكمال دراسة تاريخ الفن اولاً، والبيت هو الوطن الذي أبحث عنه في أغلب أعمالي لأنني ولدت بعيداً عن وطني العراق، ولم أكن أشعر بالغربة عندما كنت صغيرة، اما الآن فأعرف معنى أن يكون لديك وطن وأهل حقيقيون، لهذا أجد أن المفردة التي اعمل عليها {البيت} رغم أنها مفردة عمل، استخدمها الكثير في الفن ولكن أنا أجد نفسي أختلف في تقديمها بمواد تلبي مشاعري تجاه
الوطن}. وتشير إلى أن عالم النحت عالم صعب، ومعقد جداً وخاصة عندما تعيش الفنانة في الوطن العربي وأنا محظوظة كون والدي لديه جميع الإمكانيات التقنية التي سهلت مهمتي كثيراً في تقديم نفسي في عالم النحت.
طموح ريم لا يقف عند حد معين وهو ما تعلمته من والدها، فالطموح يجب ألا تكون له حدود، فهي دائماً ما تسمعه يردد {طموحاتي أعلى من جميع السقوف} وهكذا أنا لا حدود لطموحاتي.