عربات تجرها الدواب لجمع القمامة

الصفحة الاخيرة 2022/01/16
...

  بغداد: نوارة محمد
في كل صباح يستعد حسوني لرحلته الشاقة بين الأزقة الضيقة والطرقات، وبملل يربط عربة حماره ويبدأ في جمع القمامة من أمام البيوت وصولاً الى أماكن الطمر الصحي. 
 
تلك العربات أصبحت ظاهرة مألوفة وبديلة عن شاحنات جمع القمامة في بعض مناطق بغداد، وبات أصحابها الشُبان بوجوه مألوفة يجوبون الأزقة، طارقين الأبواب ليتقاضون عنها اجوراً زهيدة وكان حسوني الشاب ذو
الـ 15 عاماً أحدهم.
«لن أجد نفسي في مهنة سوى عامل النظافة، هكذا كُتب عَليّ، وأتقاضى أجوراً لا تكفي لسد حاجتي، لكنني ورغم ذلك راضٍ وآمل ألا تستمر حياتي بهذا الشكل». هكذا وصف حسوني لنا الجُزء المهني في حياته. 
ومن جهته قال مسؤول في بلدية الشعب رفض الكشف عن اسمه لـ «الصباح»: «القضية شائكة ومُعقدة، اذ تتغيب البلدية عن عملها نتيجة صراعات المتعهدين من الأحزاب وبعض الكُتل السياسية، اذ إنها واجهةٌ لفساد إداري كبير، يشترك فيها مديرو محطات التحويل والطمر النهائي ولا قُدرة لنا على الوقوف بوجوههم، نحن كمسؤولين أقسام وموظفين». 
ويضيف «للاختلاف المناطقي دورٌ كبير في مشكلة نقص الخدمات وتغيب (الكابسات) وفي المناطق الشعبية ببغداد تكاد تنعدم نتيجة خلافات بينهم، إضافة للأجور التي يدفعها سكانها، اذ ما قُورنت بما يتقاضونه في تلك الصفقات». 
ومن هنا يتساءل الكثيرون ممن صادفناهم، أيُ مصير ينتظر بغداد وشُبانها من المهمشين والمسحوقين؟ أيُ خراب علينا مواجهته بعد هذا؟.