صورتان لسيدني بواتييه وسعدون العبيدي، اللذين رحلا عن عالمنا قبل أيام، هذان الفنانان يتشاركان في الوسامة والحضور وحب السينما والمسرح، فالاثنان مخرجان، وإن كان الأول سينمائياً والثاني مسرحياً، وكلاهما مثلا على خشبة المسرح وبرعا فيه، بواتييه بشرته سمراء وعمل في السينما ممثلاً ومخرجاً، ونال شهرة واسعة وحصد اوسكارين وعشرات التكريمات، فضلاً عن مئات الجوائز من المهرجانات الكبرى، وعاش عمره المديد يرفل بالشهرة والأضواء وكرمه الرئيس الأميركي أوباما بوسام الاستحقاق باعتباره ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في المجتمع الأميركي، وسعدون العبيدي ولد في العراق ودرس في بريطانيا، وقدم أعمالاً في المسرح مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً، لكنه مات معلولاً لا أحد يعرف عن أعماله شيئاً، عدا أصدقائه وزملائه من المختصين.
تأملت هاتين الصورتين وتطلعت في نظرة سعدون العبيدي المفعمة بالآمال العريضة، وبنظرة بواتييه الواعدة، كلاهما يظهران في الصورة متقاربين في العمر والطموح، بواتييه حقق ما يريد، والعبيدي لم يحقق سوى النزر اليسير، الأول أثره محفوظ بماء الذهب، والثاني لا أثر لأعماله الا ما ندر بل لا أحد يعرف تاريخ ميلاده!.