يوم {الغولدن غلوب} الحزين

الصفحة الاخيرة 2022/01/17
...

 علي حمود الحسن
يمكن القول إن حفل توزيع "الغولدن غلوب" بنسخته الـ 79، هو الأسوأ منذ انطلاقها في العام 1941، فلا أضواء، ولا بساط احمر، ولا نجوم، او بث كونياً، إنما تغريدات تثير الشفقة، بأسماء الفائزين تعلنها رابطة هوليوود للصحفيين من وراء جدران غرف فندق "ذا بيفرلي هيلتون" في لوس انجلوس، هذا المشهد التراجيدي وراءه مقاطعة هوليوود ونجومها، فضلا عن رفض شبكة "ان بي سي" بثها على التلفزيون، وهذا ما فعلته منصتا "نتفلكس"، و"امازون" أيضا، والطريف أن نجوماً على شاكلة توم كروز اعادوا ما حصلوا عليه من الجوائز الذهبية، بينما قاطع آخرون "الغولدن غلوب" وادانوا أعضاءها، قد يبدو سؤالا منطقياً، لماذا تقاطع وتهاجم هوليوود هذه الاحتفالية، وتكيل التهم ذاتها التي كانت توجه الى "جوائز الاوسكار" ؟، المعلن تتهم هوليوود الرابطة بالفساد وتعاطي الرشوة والتميز العنصري والمحاباة في منح جوائزها الذهبية، فهي مثلا تخلو من أعضاء سود منذ أربعين عاماً وتفتقر الى الشفافية، هذه الضجة جاءت إثر تداعيات تقارير نشرتها جريدة لوس انجلوس تايمز، ومن جانبها اعترفت الرابطة بصحة هذه الاتهامات وسارعت لضم أكثر من 20 عضوا يمثلون تنوعاً بشرياً، وزيادة في تأكيد حسن النية استحدثت منصب "المسؤول عن التنوع"، ومنعت أعضاءها من قبول الهدايا والمنح والدعوات، بالتزامن مع تسريبات لمقال كتبه رئيس الرابطة السابق فيليب بيرك، من خلال البريد الإلكتروني إلى زملائه الأعضاء، يصف فيه حركة "حياة السود مهمة" بأنها "جماعة كراهية عنصرية"، وهو ما تسبب في طرده من منصبه، بحسب ما جاء في (موقع الجزيرة نت)، وطالبت رئيسة الرابطة الحالية هيلين هويني من إدارة شبكة الـ (ان بي سي) التي تمول الرابطة مقابل نقل وقائع الاحتفالية الذهبية، أن تمهلها الى نهاية العام كي تكمل التغيير المنشود، لكن صناع سينما ومدراء منصات رقمية شهيرة شككوا في قدرة الرابطة على تنفيذ التزاماتها بالإصلاح، مطالبين بكشف أسماء أعضاء مخضرمين تسلموا رشى، او تحرشوا جنسياً.
 تضييق الخناق على هذه الفعالية التي لا تقتصر على صناعة الأفلام، انما تعدتها الى الأفلام والدراما التلفزيونية والموسيقى، ربما هو التمهيد لإعلان موتها، لكن أعضاءها لا سيما الرئيسة هويني يعملون بجد لإصلاح الرابطة وغربلتها من الفاسدين، وقد حصلت تغيرات مشجعة خلال التسعة أشهر الماضية وإن كانت بطيئة، اذ تزايد عدد الملونين من الصحفيين.