الكوت: محمد ناصر
بين الحين والآخر، يحزم استاذ النشاط الفني المدرسي الفنان التشكيلي المعروف علي ناظم الموسوي أمتعته وبصحبة طلابه ومجموعة من الهواة للهرب من صخب المدينة وضجيج السيارات، متجهين إلى مناطق واسط الزراعية ومنها (الكارضية)، لقضاء وقت ممتع في رسم الطبيعة والتعبير عن الذات..
والكوت من أهم وأجمل مناطق العراق الزراعية، فهي مليئة بالأشجار والبساتين، وفيها يمر نهر دجلة الذي يشطر المدن إلى نصفين، وعلى الضفتين تتوزع الحقول والمراعي الخضراء، لتكون واحة رائعة يمكن لأي رسام أن يستلهم منها أجمل الأفكار وأغربها.
فكلما كانت الفرصة مناسبة يحمل الموسوي وطلابه معدات الرسم ويشدون الرحال إلى غابات (الكارضية) في ضاحية الكوت لرسم نمط حياةٍ يخرجون فيه عن المألوف ويتنفسون من خلاله عبق الحرية والفن، وفقاً لتعبير الموسوي.
وهؤلاء الطلاب هم من مراحل دراسية عدة، منهم في المتوسطة أو الاعدادية وغيرهم من طلاب كليات ومعاهد الفنون، وهم بالنهاية نتاج دورات مكثفة يحرص الموسوي على اقامتها كنشاط مدرسي بغية اكتشاف المواهب وتنميتها ودعمها.
وعادة ما يكون موعد الدورات في العطل، لكن الطلاب يعرفون جيداً أن الباب مفتوح لهم في النشاط المدرسي، فيأتون لتلقي المعلومات وممارسة الرسم وأنشطة أخرى في المدرسة، أما السفرات الفنية فلها طابع مغاير، لأننا كرسامين- بحسب الموسوي- نفهم ونحب بعضنا بشكل لا يفهمه الآخرون.
ويدعو الموسوي الشباب الى أن يخلقوا لأنفسهم فسحة من المتعة والراحة، وتحقيق انجاز ليس بالهين، كما يقول، ويضيف {حين تمارسون الرسم أو أي فن من الفنون سيكون الأمر ممتعاً ومفيداً في الوقت نفسه، ولربما سيكون مصدراً للرزق لاحقاً، لذلك حاولوا أن تستثمروا الوقت، وامرحوا وأنتم تمارسون الفن الذي تحبون، فمن دون الفن تكون الحياة باهتة لا طعم
لها}.